شدد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء على أن الحكومة تعمل بمنتهى الشفافية دون أن تخفى شيئاً، وأنها حريصة على التصدى للفساد ولن تحيد عن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وإتخاذ القرارات التى تحقق المصلحة العامة للمواطنين، مؤكدا أن البرنامج المقدم لصندوق النقد الدولى مصرى 100% تقوم الحكومة الحالية على تنفيذه كما عملت على ذلك الحكومة السابقة.
واستطرد: أن مشروع قانون القيمة المضافة الذى تقدمنا به إلى البرلمان يأتى بديلاً لضريبة المبيعات، وهو جزء لا يتجزأ من خطة الإصلاح الإقتصادى، وأن الحصيلة المنتظرة منه ستوجه لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث يشمل مشروع القانون أكثر من 52 سلعة وخدمة معفاة من الضريبة على القيمة المضافة.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء برؤساء الهيئات البرلمانية واللجان النوعية بمجلس النواب، بحضور وزيرى الشئون القانونية ومجلس النواب، والمالية، والذى يأتى فى مستهل سلسلة من اللقاءات مع رجال الفكر والرأى والسياسة، لاستعراض مجمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التى تهم الرأى العام، وتبادل الرؤى والأفكار بشأنها.
وأشار إلى الأوضاع فى مصر شهدت إستقراراً واضحاً خلال الفترة الماضية يساهم فى تحسن الوضع الإقتصادي، منوهاً إلى ما تحقق من عودة الأمن إلى الشارع، واستكمال بنود خارطة الطريق الذى كان له دوره فى رسوخ مؤسسات الدولة وفى مقدمتها مجلس النواب الذى يمارس دوره الرقابى والتشريعى.
وأكد أن لدينا مشكلة إقتصادية نمتلك الحلول للتعامل معها، وأننا لن ننجح بدون مجلس النواب فهو صوت الشعب، مشيراً إلى أن الحكومة تعول كثيراً على التعاون القائم مع مجلس النواب، والثقة المتبادلة بين الطرفين. وأضاف أن الوضع الإقتصادى فى مصر يتطلب تكاتف الجهود واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجاوز هذه المرحلة قبل أن يترتب عليها تداعيات لا يمكن تحملها مستقبلاً، مشدداً على حرص الحكومة على أن تعمل كافة الهيئات والشركات بصورة اقتصادية، والعمل على وصول الدعم لمستحقيه، والعمل على زيادة الإيرادات، وتحسين خدمات المواطنين وزيادة الإنفاق فى المجالات الحيوية مثل الصحة والتعليم
وأوضح رئيس الوزراء أن هذه المرحلة شهدت تحقيق بعض المؤشرات الإيجابية على الصعيد الإقتصادي، وفى مقدمتها انخفاض معدل البطالة من 13.3% إلى 12.5% كنتيجة مباشرة للمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها والذى يعد مؤشراً إيجابياً للتحسن فى سوق العمل، إضافة إلى مساهمة هذه المشروعات فى ارتفاع معدل النمو ليصل إلى 4.5%.
وبيّن رئيس الوزراء أن الحكومة لن تذهب إلى إتخاذ أية إجراءات أو قرارات يكون لها تأثير سلبى على المواطن، موضحاً أن القرض الخاص بصندوق النقد الدولى يهدف لتخفيف الفجوة التمويلية، وزيادة الإحتياطى النقدي، وخفض عجز الموازنة، مشيراً فى هذا الصدد إلى أن الحكومة لديها برامج خاصة للتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية لمحدودى الدخل فى العديد من المجالات.
من جانبه عرض وزير المالية تقريراً حول تطورات الأداء الإقتصادى وبرنامج التنمية الإقتصادية المستهدف تنفيذه خلال المرحلة المقبلة، حيث أكد أن مواجهة الموقف الاقتصادى الراهن تتطلب سرعة تنفيذ برنامج اقتصادى شامل ومتوازن يدفع بمعدلات التنمية، ويحقق إجراءات هيكلية فى الاقتصاد المصرى، ويساهم فى تنويع مصادر النمو وضخ المزيد من الاستثمارات فى العديد من القطاعات الإقتصادية فى مقدمتها الصناعة والتصدير والسياحة وذلك بصورة تحقق عائداً تنموياً مرتفعاً من هذه القطاعات
وكشف الوزير أن برنامج التنمية الإقتصادية يعمل على تحقيق الاستدامة والتنوع فى مصادر الطاقة، من خلال مضاعفة الطاقة الكهربائية بإضافة نحو 30 ألف ميجاوات، حيث من المستهدف أن تدخل الخدمة خلال عام 2017/2016 عدد 3 محطات جديدة عملاقة لتوليد الكهرباء بطاقة 14 ألف و 400 ميجاوات، هذا إلى جانب تنفيذ استثمارات اضافية لتدعيم شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بقيمة 18 مليار جنيه، وجذب استثمارات جديدة لزيادة الإكتشافات البترولية خاصة فى مجال الغاز الطبيعى والتى ستساهم فى زيادة الإنتاج تدريجياً خلال الأعوام القادمة، وتنفيذ خطة لزيادة موارد الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة من الطاقة الشمسية والرياح لتبلغ 20% من إنتاج الطاقة بحلول 2022.
كما يهدف البرنامج لتنمية القطاع الصناعى والزراعى والأنشطة التصديرية بما يساهم فى زيادة الإنتاج المحلى والإعتماد على السوق المحلى بدلاً من الإستيراد ودفع الصادرات لخفض عجز الميزان التجاري، حيث يتضمن ذلك زيادة مخصصات ترفيق المناطق الصناعية إلى 1.4 مليار جنيه فى 2017/2016 مقابل 0.4 مليار جنيه فى العام السابق، وإعداد برنامج جديد لتنمية الصادرات مع ربط قيمة المخصصات المالية بالقدرة على النفاذ إلى أسواق جديدة، وتوسيع قاعدة المنتجات التى يتم تصديرها، وزيادة القيمة المضافة للسلع والخدمات المصدرة، كما تشمل الإجراءات تنفيذ استثمارات حكومية خلال 2017/2016 فى قطاعى الزراعة والرى، وتحسين قدرات صغار المزارعين ودعمهم، والعمل على تنمية الصناعات المتوسطة والصغيرة.
ويتضمن البرنامج العمل على تحسين وتبسيط بيئة الاعمال لزيادة جاذبية الاستثمار من خلال تنفيذ اصلاحات لتشجيع القطاع الخاص على زيادة استثماراته، هذا إلى جانب العمل على استقرار السياسة الضريبية وتوسيع القاعدة الضريبية لضمان توزيع عادل ومتوازن للعبء الضريبى، وكذا الاستمرار فى رفع كفاءة الادارة الجمركية لتسهيل حركة التجارة ومواجهة عمليات التهريب والممارسات الضارة بالصناعة الوطنية، وتبسيط منظومة إصدار التراخيص الصناعية ووضع سقف زمنى للحصول على التراخيص، مع توفير أراضى مرفقة للنشاط الصناعى والخدمى وبأسعار تنافسية، وفتح مجالات جديدة للقطاع الخاص مثل الاستثمار فى البنية التحيتة وتوليد الكهرباء وكذلك الاستثمار فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
كما يقوم برنامج التنمية الإقتصادية على التوسع فى برامج الحماية الإجتماعية التى تستهدف الطبقات الأقل دخلاً والأولى بالرعاية، حيث يستهدف البرنامج زيادة معدلات النمو والتشغيل لخلق فرص عمل، وزيادة الانفاق على المجالات التى تهم المواطن، حيث تتضمن برامج الحماية الإجتماعية فى موازنة العام 2016/2017 عدداً من البنود، من بينها فى مجال الصحة دعم التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة، هذا إلى جانب الدعم النقدى لبرنامج تكافل وكرامة والذى يستفيد منه مليون مواطن، وكذلك معاش الضمان الإجتماعى الذى يستفيد منه 1.7 مليون أسرة، كما يتضمن البرنامج تقديم دعم للمزارعين والموارد المائية ودعم لمشروعات الإسكان الإجتماعى والذى يشمل بناء 650 ألف وحدة سكنية.