أسرار يكتبها محسن بدر
عُقد أمس الخميس الموافق 4 يونيو 2020 ، اجتماعًا داخل ديوان عام محافظة أسيوط بين مسئولين من جهات رقابية وسيادية وقيادات الصحة والقيادات التنفيذية بحضور نائب محافظ أسيوط، وكان من المقرر أن يبدأ الاجتماع في الساعة 11 صباحا ، ولم يبدأ الا بعد وصول القيادة الأمنية المشرف على ملف الصحة بأسيوط، حيث وصل إلى مقر الاجتماع في الساعة 12.5 ظهرا.
ومن أسرار الاجتماع الذى تم بغرض مناقشة ما يمكن اتخاذه لاحتواء أزمة تفشي فيروس كورونا ومحاولة الخروج بنتائج مفادها إعلان أسيوط خالية من كورونا بدعوى أن أعداد الحالات الإيجابية لا تتعدى الـ500 إصابة (حسب قولهم) ولابد من التكاتف والعمل للخروج من هذه الازمة ، وفيما يلي أهم أسرار الاجتماع:
الجزء الاول كان من داخل ديوان عام محافظة اسيوط:
1- انسحاب وكيل وزارة الصحة بعد بدء الاجتماع بحوالي الساعة دون إعلان السبب وكان الانسحاب موضوع علامات استفهام من المسئولين المشاركين في الاجتماع,
2- أجرى المسئول الأمني الكبير اتصالًا هاتفيًا بنائب مدير مستشفى البدارى بسبب انسحابه من الاجتماع قبل أن يبدأ ، وكان مبرر نائب المدير أن عنده نوبتجية بالمستشفى، ثم قيل بعد ذلك أنه مرتبط بكشف على حالة مريض بعيادته الخاصة، وحدثت تهديدات ومناوشات كلامية بسبب تأخير بدء الاجتماع.
3- بدأ التوبيخ والشد والجذب بسبب تأخير ظهور عينات المسحات للمصابين بالثلاثة أيام والأربعة أيام ، وكان رد الطبيب المسئول عن المعمل ، إن هناك تعليمات لتأخير الرن ، حتى لا يتم الاعلان عن زيادة الحالات ، وأوضح المسئول الأمنى انه لا يجب أن يتم التأخير أكثر من 24 ساعة ، فكان الرد من طبيب المعمل أنه لا يوجد عجز فى المسحات، وكان هذا الرد محل استياء عدد من الحاضرين بالاجتماع .
4- قال أحد المسئولين عن عزل المدينة الجامعية إن الوجبات الغذائية سيئة والكل يشكو منها بالعزل ، فرد علية المسئول الأمنى ، بأنه يعلم بوجبات الكباب التى تصل الى العزل ، فالتزم مسئول المدينة الصمت والخجل.
5- تدخل مسئول بالطب الوقائى وقال اللي هايطول حاجة يأخدها ، رد علية المسئول الأمني ( زى الثلاث مناصب ، مدير طب وقائى ووكيل مديرية ومدير القومسيون الطبي)
6 – كان المسئول الأمني صارما فى توجيه رسالة (مفيش حاجة اسمها عزل منزلي) وقال إنه سيتواصل مع الوزارة لمنع قدوم أى مرضى من المحافظات الأخرى الى مستشفيات عزل أسيوط ، حتى يتم السيطرة على الوضع السيء بأسيوط
الجزء الثانى من الأسرار كان داخل مستشفى المبرة حيث كشف مصدر في مكتب مسئول بمستشفى المبرة ، أنه أثناء الاجتماع المنعقد في ديوان عام محافظة أسيوط وصلت إلى مكتب المدير صورة من شكوى تقدم بها مسئول في التأمين الصحي ، وظهر من الشكوى أن المسئول بدأ في التصعيد والمطالبة بالتحقيق في أسباب وفاة إثنين من العاملين في التأمين الصحي بأسيوط ، متأثرين بإصابتهم بفيروس كورونا بعد فشل محاولة علاجهما داخل مستشفى المبرة.
وبعد دقائق من وصول الشكوى تم اتصال عاجل من مكتب مسئول المبرة إلى المسئول الامنى أثناء الاجتماع وتم إرسال صورة الشكوى له على الواتساب، وبعد إطلاعه على صورة الشكوى ، قال المسئول الامنى : المبرة دخلها أربعة مصابين بكورونا والأربعة ماتوا فكان الاقتراح بعمل لجنة لتقييم مستشفى المبرة واستبعادها من قائمة المستشفيات التي تستقبل حالات كورونا في أسيوط”.
وبعد انتهاء الاجتماع قال أحد الغاضبين: “إيه الحكاية إحنا كلنا من وجهة نظر سعادة الباشا مقصرين إلا بتاع المبرة .. طيب ما هو عارف إن المبرة غير مجهزة لاستقبال حالات كورونا .. ليه وافق من الأول على أنها تستقبل حالات ، وسيادته عارف إن المبرة مفيش فيها جهاز أشعة ، يعني مرضى كورونا كانوا بينزلوا من المستشفى إلى العيادة المركزية ويمروا بجميع الموجودين ، ومع ذلك لم يعترض وترك المصابين أو المشتبه في إصابتهم يهددوا حياة الأطقم الطبية والمرضى” ، وأضاف المسئول الغاضب وقال “هل تذكر الباشا الآن فقط أن مستشفى المبرة لا تصلح لاستقبال حالات كورونا لأنه ليس بها مدخل مستقل لدخول المرضى .. وبعد إيه بعد ما الناس ماتت وناس اتصابت”.
عقب انتهاء الاجتماع تلقى رؤساء الأقسام في مستشفى المبرة الرسائل التالية في جروب على الواتساب:
“اسف يا اخوانى تم استثناء المبرة من العزل…….
ان شاء الله في لجنه لتقييم المستشفي……
في الوقت الحالي ممنوع استقبال حالات اشتباه كورونا…….
على الرغم من نفي مستشفى المبرة لوجود أي إصابات بفيروس كورونا بين الطاقم الطبي ، كشف مصدر في مكتب مدير مستشفى المبرة عن إصابة ممرضة وأكد أن حالتها حرجة، وتم تحويلها من المستشفى إلى العزل.