الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاسة
في تناغم واضح مع تصريحات رئيس وزراء دولة الإحتلال النتن ياهو و التي قال فيها إن عباس قد اختار حماس و لا يريد السلام , اعتبرت الخارجية الأمريكية أن إتفاق المصالحة بين فتح و حماس سيعطل جهود السلام مؤكدة شعورها بخيبة الأمل إزاء الإعلان عن الإتفاق .
و لا أعلم عن أي عملية سلام يتكلم الطرفان سواء الأمريكي أو الصهيوني و ما الذي قدمته الإدارة الأمريكية من أجل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة سابقا بين الطرفين الفلسطيني و الصهيوني . الإدارة الأمريكية لم تقدم إلا الدعم المطلق لليمين الصهيوني الحاكم في دولة الإحتلال على حساب الحق الفلسطيني المستند إلى قرارات الشعرية الدولية و التي ضربت بها أمريكا في تناغمها مع الإحتلال عرض الحائط . و السؤال الأشد غرابة هو ما إذا كانت أمريكا تسعى لإنقسام أبدي بين شطري الوطن الفلسطيني و لكن الإحاية على هذا السؤال كانت واضحة في ما سمي بخطة كيري و التي استثنت قطاع غزة من أي اتفاق سلام يتم بين القيادة الفلسطينية و دولة الإحتلال .
وفي الرد على هذا التبجح الصهيوني و الأمريكي نقول أجل اختار الرئيس عباس حماس و اختار المصالحة مع حماس لأنه يعلم جيدا انها صمام الأمان لوحدة الشعب الفلسطيني و قد يكون للتعنت الصهيوني دور في الوصول إلى هذا الإتفاق و لا يفوتني هنا أن أستذكر كلمة الرئيس عباس عندما قال لقد اقتربت من الثمانين و لن أنهي حياتي بخيانة و لكن يبدو أن هذه الرسالة لم يفهمها الامريكان بطريقة سليمة و ها هو الرئيس قد أقدم و بجرأة على الاتفاق مع حماس و إن كان الأمر قد تأخر سنوات ولكن أن نتفق اليوم خيرا من أن نبقى على خلاف و حماس من جانبها أعتقد ان فكرها قد نضج خاصة و هي تعاني معاناة لم تشهدها من قبل في ضوء الحصار الذي فرض عليها و خاصة بعد ثورة 30 يونيو في مصر و تدمير الأنفاق .
يقول تعالى في محكم التنزيل ( عسى أن تكرهوا شيئً و هو خيرٌ لكم )
و يقول المثل رب ضارة نافعة , فالتعنت الصهيوني و المؤازرة التي يلقاها من الجانب الأمريكي قوضت أسس عملية السلام التي دخلها الفلسطينيون أملا في استراد حقوقهم ساهم بشكل واضح في الوصول إلى هذا الإتفاق و كذلك الحصار المفروض على حماس و تراجع شعبية الإخوان في الدول العربية أثر أيضا على موقف حماس وساهم في تجسير الهوة بينها و بين حركة فتح .
وبالرغم من ذلك نحن كمواطنين فلسطينيين سعداء جداً بهذا الإتفاق و نقول لأمريكا قبل دولة الإحتلال طز فيكم فقد كنتم الأغبياء عندما راهنتم على استمرار الإنقسام . و سلمت الأيادي التي وقعت اليوم على هذا الإتفاق و سلك كل من ساهم و لو بكلمة من أجل الوصول إلى هذه اللحظة .