بقلم كريم خطاب
بداية كدا صلي علنبي واذكر الله قبل ماتقرأ ?
“يتضايق العنصري لأنه في طيات نفسه يخامره الشك بمساواة الأعراق .. وينزعج المعادي للعنصرية لانه يرتاب خفيةً من ألاّ تكون الأعراق متساوية.”
– نيكولاس غوميز دافيلا
هل كان آدم وحواء زنجيين؟
من أفريقيا بدأت الرحلة البشرية في العالم، ومن هناك بدأ أبونا في غزو الكوكب. مختلف الدروب أسست لمختلف المصائر، وتولت الشمس توزيع الألوان”
هكذا بدأ الكاتب اللاتيني إدواردو غليانو كلامه عن ألوان البشر ولون أدم في كتابه “مرايا مايشبه تاريخاً للعالم” ثم أكمل..
“ونحن النساء والرجال، قوس قزح الأرض، صارت لنا الآن ألوان أكثر من قوس قزح السماء؛ ولكننا جميعا أفارقة مهاجرون. حتي البيض ناصعو البياض ينحدرون من أفريقيا، ربما نرفض الاعتراف بأصلنا المشترك لأن العنصرية تُنتج فقدان ذاكرة، أو لأنه يبدو مستحيلا لنا أن نصدق أن العالم كله في تلك الأزمنة البعيدة كان مملكتنا، خريطة شاسعة بلا حدود، وكانت أرجلنا هي جواز السفر الوحيد المطلوب!. ”
ولكن ما رأي الإسلام في هذا الشأن؟
قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ) الروم/22 .
خلقنا الله سبحانه وتعالي قبائل وشعوب مختلفين بلغاتنا ولهجتنا والواننا وأشكالنا والله في خلقه لقدير
فمنا الأبيض والأسود والأصفر وبين ذلك ؛
فقال الرسول الكريم في حديثه الشريف
( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ ، مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَصْفَرُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ وَالطِّيبُ ) .
ومن الحديث ان أختلاف البشر في اللون والشكل والاخلاق هو من خلق الله وتقديره
فخلقنا من قبضة قبضها الله من جميع الأرض فخلقنا بأختلاف الوانها وصارت الوراثة هي العامل الأول في أختلاف ألواننا ثم أوكل الله العامل الثاني لأختلافنا وتوزيع ألواننا الي الشمس حتي أصبحنا قوس قزح الأرض وصارت لنا ألوان أكثر من قوس قزح السماء .
ولكن هل كان أدم وحواء سوداً كما ذكر إدواردو غليانو؟
فالواقع لم يذكر الدين شيئا عن لون أدم ولا عن شكله سوي حديث الرسول ان طوله كان 60 ذراعاً ولكن ذكر علماء الإسلام أنه كان اسود اللون فسمي “أدم” من أدمة اللون “سواده” ومنهم من قال انه سمي هكذا لانه خلق من أديم الارض وكان ابيض والله اعلم.
هل للعلم رأي آخر؟
أثبتت الدراسات العلمية أن لون الجلد يتوقف علي كمية الملانين التي تنتجها الخلايا فهي تلعب دورا اساسيا في تحديد لون الجلد ، فكلما زادت كمية الملانين في الجلد تحول الي اللون الأسود وكلما قلت كميتها تحول لون الجلد إلى الأبيض وتلعب العوامل الوراثية الدور الاساسي في تحديد كمية الملانين التي تنتجها الخلايا وأكد العلماء أن جميع البشر يمتلكون نفس عدد الخلايا المسئولة عن إنتاج الملانين.
كما تتولي الشمس مهمة توزيع ألواننا فالتعرض لأشعة الشمس أحد العوامل الرئيسية لأنتاج مادة الملانين فتؤدي إلى صبغ الجلد كلما زاد التعرض للشمس فيتدرج لون الجلد بإختلاف التعرض للشمس.
كما تلعب البيئة دورا كبيرا في التأثير علي لون الجلد فتؤثر العوامل المناخية والبيئية علي لون البشرة، فمثلا من يعيشون بالقرب من البحار والمحيطات أو البيئة الثلجية لون بشرتهم هو الأبيض وكلما زاد تعرضهم للشمس تدرج لونهم إلى الدرجات الداكنة من البشرة ومن يعيشون بالقرب من البيئة الإستوائيه يحملون اللون الأسود بسبب الحرارة الشديدة والتعرض للشمس الحارقة.
وفي النهاية أختلاف ألوان البشر دليل علي عظمة الله وقدرته فالواجب على المؤمن أن يسبح لله سبحانه تعالى ونحمده على ما بين لنا من مراده وحكمه، وما خفي علينا أمره فوضناه إلى عالمه وآمنا به
وأختتم كلامي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى”.