الحديث عن المستقبل شيء من الترف في اهتمامات المواطن المصري أو الحكومة المصرية فسياسة تسيير الأمور يوما بيوم هي التي تحكم تفكير المواطن وسلوك الحكومة فلم يعتاد المواطن على محاسبة الحكومة منذ عقود وبالتالي غاب الزمن واعتباراته لأن أجندة المشكلات الاقتصادية في مصر طويلة لكن العاجل منها والمتعلق بتسيير حياة الناس بشكل يومي يتمثل في أزمة غذاء ومياه وتوفير فرص عمل حقيقية وهي قضايا لا تمتلك فيها الحكومة رؤية وحلول ترتبط ببرامج زمنية يمكن أن تحاسب عليها سواء أمام البرلمان أو في مؤسسات المجتمع المدني والمتابع لخطاب الحكومة يجد أنه يخلو من الاعتماد على الذات أو التفكير في توظيف الموارد المحلية بشكل أفضل بل أنها تراهن دائما على الاقتراض وتتباهي بما تحصل عليه من مساعدات وتعتبر هذا إنجاز يحسب لها ولا تخفى أزمة التمويل التي تعاني منها مصر على أحد فالمصريون يشاهدون مسلسلا دائم يتمثل في قيام الحكومة بالاقتراض لتلبية احتياجات الموازنة العامة بعد أن سقطت رهاناتها في لجم عجزها أو تقديم برنامجا اقتصاديا يمكن الاعتماد عليه يتبني إستراتيجية لتنمية واضحة المعالم توفر احتياجات مصر الأساسية للإنتاج وخلق فرص عمل لمواطن يعيش حزمة من الهموم تتعلق بمعيشته فلا يرى حلما يداعب خياله أو يراهن عليه في تحقيق حالة من الآمان نحو مستقبله ومستقبل أبنائه لكن من الواضح أن السياسة المتبعة من الحكومة هي أطفاء الحرائق وهي سياسة أدمنتها الحكومات المصرية في ظل سلبية مواطن ووجود برلمانات هشة وأجهزة رقابية لا تملك استقلاليتها وهذا ما سيكون له تبعاته الاقتصادية والاجتماعية السلبية على محدودي الدخل والشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة من خلال فرض ضرائب ورسوم جديدة وتخفيض قيمة الدعم أكثر فأكثر في ظل تراجع موارد النقد الأجنبي بمجالات السياحة والاستثمار وقناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج وهو ما يعني أن بين مصر وبين تحقيق حلم التنمية مسافات طويلة وأن الحديث عن التفاؤل يعني الحديث عن الجديد ولكن مصر واقع مختلف وسيمر عام 2016 والحكومة في جانب تعاني مشكلاتها العامة والمواطن في جانب آخر يعاني مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية وسيعمل على حل مشكلاته بنفسه فتراجع خدمات التعليم لأولاده يستعوضه بالدروس الخصوصية وتراجع خدمات الصحة سيعالجه باللجوء للمستشفيات الخاصة وكل هذا خصما من دخله وحرمانا له ولأبنائه من الاستمتاع بحياة أفضل لذلك لن يسعد الفقراء في العشوائيات ولا في مساكن الإيواء أو في الريف والمناطق الشعبية بقضاء أجازة طويلة في نهاية العام خارج مدنهم وقراهم لكن لن يفوتهم أن يمارسوا هوايتهم في السخرية من واقعهم وإطلاق النكات على الحكومة ومسؤوليها .
شاهد أيضاً
جمارك مطار القاهرة تضبط محاولة تهريب عدد من الهواتف المحمولة
جمارك مطار القاهرة تضبط محاولة تهريب عدد من الهواتف المحمولة كتبت : شيم مصطفى نقلا …