على الرغم من تصريحات مسئولى محافظة الجيزة، بخصوص تنفيذ الخطط التى تهدف إلى تطوير المحافظة، ورفع كفاءة الطرق والقضاء على المواقف العشوائية، والإشغالات التى يعانى منها الأهالى، إلا أن جولة ميدانية أجرتها “اليوم السابع” بعدد من شوارع المحافظة، ومنها “العشرين، وميدان الجيزة، وشارع المطار بحى إمبابة” كشفت استمرار المظاهر العشوائية فى المحافظة دون أدنى مواجهة لها.
فيصل تحت سيطرة السرفيس
مواقف السرفيس العشوائية هى الأزمة التى يعجز المسئولون عن إيجاد حلول واضحة لها، فبرغم الحديث المتكرر عن الضوابط القانونية التى تكفل القضاء على هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال تفرض نفسها وبقوة على شوارع الجيزة الغارقة فى الفوضى المرورية، نتيجة سلوك السائقين وتحويل الشوارع إلى مواقف سرفيس أو توك توك، دون مراعاة لحق المواطنين فى المرور، وهو ما رصدته “اليوم السابع” فى منطقة فيصل وشارع العشريين والطوابق.
عشرات من سيارات السرفيس تراصت بطريقة عشوائية يجاورها عدد من “التكاتك” هذا هو المشهد فى شارع العشرين، إذ يدير الشارع عدد من الأشخاص يفرضون الإتاوة على السائقين، وينظمون الأدوار بينهم دون مراعاة لحق الأهالى فى المرور، والذين يضطرون إلى التعايش مع ذلك الوضع، خوفا من تعرضهم للأذى فى ظل غياب الرقابة الأمنية.
يقول على السيد، موظف، إن معاناة الأهالى مع سائقى السرفيس أمر شبه يومى، بسبب إصرارهم على استقطاع مساحات واسعة من الشوارع واستغلالها كمواقف خاصة بهم.
وأضاف السيد، أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى الأجهزة التنفيذية، وعلى رأسها الحى، من أجل القضاء على تلك المواقف، ولكن دون أى استجابة، وهو يضطرنا إلى التعامل مع الوضع على أنه أمر واقع.
وقالت الحاجة ثريا خالد، إن شارع العشرين تحول إلى قلق دائم بالنسبة للأهالى، الذين لا يأمنون على سير بناتهم بمفردهن بسبب حالات التحرش التى يتعرضون لها من جانب سائقى السرفيس الذين لا يجدون من يردعهم.
وقال سمير حسن، محاسب، فى إحدى الشركات الخاصة، إنه على الرغم من تخصيص المحافظة “موقفا” لسائقى السرفيس يقع فى نهاية شارع العشرين، إلا أن السائقين لا يلتزمون به، ويصرون على احتلال مدخل الشارع، مما يؤدى إلى إعاقة المرور، خاصة مع حدوث كثير من المشاجرات بين السائقين أنفسهم بسبب الخلاف على تحميل الركاب.
لم تتوقف شكاوى السرفيس عند الأهالى فقط، وإنما امتدت إلى أصحاب المحال أيضا، الذين طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم، خوفا من تعرض السائقين لهم، مؤكدين أنهم الأكثر تضررا بسبب امتناع عدد من الزبائن من التردد عليهم لتجنب الاحتكاك بسائقى السرفيس.
وعلى الجانب الآخر، لم ينكر أحد السائقين – طلب عدم ذكر اسمه – الشكاوى السابقة، مؤكدا أن البعض يضايق “المارة “، ولكنها مجرد أفعال فردية، تصدر عن شباب صغير السن، قائلا: “فى بداية الأمر، التزم جميع السائقين بالموقف، الذى يقع فى نهاية شارع العشرين، ولكننا اكتشفنا أن هناك من يحمل الركاب من مدخل الشارع، بما يؤثر على عملنا، لذلك هجرنا الموقف، واستبدلناه بمدخل الشارع.
القمامة تحاصر شوارع إمبابة
أحد أهم الأزمات التى يعانى منها السكان فى منطقة إمبابة، هى تحولها لتلال من القمامة، المنتشرة فى شوارعها الرئيسية والفرعية، كانت البداية فى شارع المطار الذى تحول إلى بؤرة لنقل الأمراض إلى السكان، إذ يقول إبراهيم ساير – محام- إن القمامة أزمة مزمنة لا يهتم المسئولون بحلها مكتفين بالوعود فقط، كاشفا أن عددا من الأهالى يفكرون حاليا فى حمل القمامة، وإلقائها أمام مبنى المحافظة، ليتم إجبار المسئولين على التحرك فعليا، لأن محافظة الجيزة ليست فقط المهندسين، والزمالك، والدقى، بل هناك أحياء أخرى بحاجة إلى النظافة.
وقال محمد عسران أحد قاطنى المنطقة إن شارع المطار، يخلو من صناديق القمامة، ونظرا لضعف الرقابة يلقى أصحاب “العربات الكارو” حمولتهم فى الشارع، بجانب إلقائها أمام المدارس والمراكز الثقافية، ومنها “مركز ثقافة الطفل” المصمم لتنمية المواهب الإبداعية للأطفال، وتتساءل إحدى العاملات بالمركز، “كيف يمكن أن نربى الأطفال على النظافة وعدم إلقاء المخلفات والقمامة تحيط بهم من كل اتجاه”، مؤكدة أن إدارة المركز أرسلت العديد من الاستغاثات إلى مسئولى الحى والمحافظة دون أى استجابة.
فيما يلجأ الأهالى إلى حرق القمامة الموجودة بجوار العديد من كابلات الكهرباء، مما يعرضها للانفجار وتحويل المنطقة بكاملها إلى كتلة من النيران، وهو ما عبرت عنه موظفة أخرى بالمركز الثقافى، بقولها “إحنا مستنيين الموت فى أى لحظة بسبب اشتعال القمامة بجوار الكهرباء”.
ومن جانبه، قال أشرف مسعد أحد المسئولين عن رفع القمامة فى تلك المنطقة: “نزيل ما يقرب من 1600 طن فى تلك المنطقة وحدها يوميا، لكن الأزمة التى تواجهنا هى إصرار الأهالى على إلقاء القمامة فى الشارع علاوة على عربات الكارو التى تجمع القمامة من البيوت، وتلقيها فى الشوارع.
مصائد الموت
على الرغم من تصنيف الدقى وشارع البطل أحمد عبد العزيز، فى المهندسين، من الأحياء الراقية التى من المفترض أن تجد بها أقصى عناية من المسئولين، إلا أنها لم تخلُ من انتشار العديد من الأسلاك المكشوفة فى أعمدة الإنارة التى تمثل تهديدا على حياة المواطنين فيها.
وقال أحمد سلامة، محام، وأحد سكان حى الدقى، إن هناك العشرات من أعمدة الإنارة تخرج منها الأسلاك العارية التى من الممكن أن تتسبب فى مصرع أى مواطن يمر بجوارها، مضيفا أن الأمر لا يقتصر فقط على أعمدة الإنارة وإنما يشمل أيضا وجود عدد من كابلات الكهرباء بدون غطاء مما يجعلها مصائد موت حقيقية للأهالى.
من جانبه، قال اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، إن المحافظة تسعى للتغلب على انتشار القمامة إلا أن المشكلة تتجدد بسبب قيام الأهالى بإلقاء القمامة بعد قيام عربات المحافظة برفعها، وأكد الدالى فى تصريحات خاصة لـ “اليوم السابع” أن المحافظة سوف تبدأ فى القريب العاجل مراجعة بنود العقود الخاصة بشركات القمامة وتقسيم أحياء المحافظة على شركات النظافة لتكون كل شركة مسئولة على رفع المخلفات عن حى بعينه حتى تكون هناك محاسبة حقيقية.
وحول الكابلات الكهربائية المكشوفة، أشار الدالى إلى أنه سيبدأ على الفور التنسيق مع الكهرباء من أجل تغطية كل هذه الكابلات للحفاظ على سلامة وأمن المواطنين، وبشأن المواقف العشوائية اختتم تصريحاته قائلا:”ربنا يسهل بحل قريب”.