أخبار عاجلة

الأستاذ الدكتور “على جمعة” – المفتى السابق – يكتب : الإنباء بالمهدي موحد الأمة … الجزء الأول

أراد بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل خير في ديننا ودنيانا، فقال : «ما تركت شيئا يقربكم من الله يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به، وما تركت من شيء يبعدكم عن الله يبعدكم عن النار إلا ونهيتكم عنه».
فلا سبيل لسعادتنا، وهدوء أنفسنا، وراحة قلوبنا إلا في الحياة على مراد الله، ولذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أرشدنا إلى كل خير يقربنا من الله ومن الجنة، فقد أراد لنا في نفس الوقت سعادة الدنيا، حيث إن الإنسان يشعر وهو يسير على منهج الله بالرضى عن نفسه والرضى عن الدنيا، حيث يرى الله في كل شيء.
ولا شك أن ما نعيش في من فتن كان بسبب ابتعادنا عن منهج الله في حياتنا بكل مجالاتها، فحدث ابتعاد عن منهج الله في طريقة التفكير، وطريقة الخطاب، وطريقة التعامل في كل شيء مما أوجد تلك الفتن التي تجعل الحليم حيران.
تلك الفتن التي غبشت الصورة، وحاولت قلب الحقائق، وخلطت الأوراق، تلك الفتن التي لا يعرف الإنسان بسببها كيف يسير، وأين يسير، ومتى يتوقف ؟ فتن تجعل التمسك بدين الله عسير لمعاندة أصحاب الأهواء، فتن قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم» [رواه الترمذي والحاكم في المستدرك].
تلك الفتن التي من آثارها وأسبابها وربما من مظاهرها ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : «يأتي على الناس سنوات جدعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيهم الرويبضة. قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» [أحمد وابن ماجة والحاكم].
ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواره أحاديث تسلي قلوبنا، وتهدئ أنفسنا، فجعلنا مع رؤية تلك الفتن نزداد يقينًا بصدقه صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته، ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم من أنوار النبوة أحاديث أشراط الساعة، وعلامات القيامة لتحقق تلك التسلية للقلوب، والتهدئة للنفوس.
وأشراط الساعة وعلاماتها كثيرة وقد قسمها العلماء إلى علامات صغرى، وكبرى، ومن تلك العلامات الكبرى ظهور المهدي في آخر الزمان يوحد الأمة.
فيعتقد المسلمون -لا سيما أهل السنة- أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جورًا وظلمًا، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال.
ويعتقد المسلمون ذلك لما ورد من الأحاديث النبوية التي أخرجها جماعة من أئمة الحديث منهم : أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، ابن ماجة في سننه، النسائي في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، ونعيم بن حماد في كتاب الفتن، والحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي، وفي الحلية، والطبراني في الكبير والأوسط والصغير، والدارقطني في الأفراد، والبارودي في معرفة الصحابة، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والبزار في مسنده، والحارث بن أبي أسامة في مسنده، وابن عساكر في تاريخه، وابن منده في تاريخ أصبهان، الديلمي في مسند الفردوس، والروياني في مسنده، وابن سعد في الطبقات. 
وأسند هؤلاء الأئمة تلك الأحاديث إلى ثلاثين من الصحابة، نذكر منهم : عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد اللّه، وعبد الرحمن بن عوف، والحسين بن علي، وأم سلمة، وأم حبيبة، وعبد اللّه بن عباس ، وعبد اللّه بن مسعود ، وعبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن عمرو، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد اللّه، وأبو هريرة، وأنس بن مالك ، وعمار بن ياسر، وعوف بن مالك، وثوبان مولى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قرة بن إياس، علي الهلالي، وحذيفة بن اليمان، وعبد اللّه بن الحارث بن جزء، وعوف بن مالك، وعمران بن حصين، وأبو الطفيل، وجابر الصدفي. رضي الله عنهم جميعًا. 
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : (تواترت الأخبار بأنّ المهدي من هذه الأُمّة، وأنّ عيسى ـ عليه السَّلام ـ سينزل ويصلّي خلفه) [فتح الباري]
فقد بلغت الروايات بشأن ظهور المهدي حد التواتر، وتكلم في ذلك العلماء، فقال السفاريني : «وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عُدّ من معتقداتهم» [لوامع الأنوار البهية].
يقول الشيخ الغماري -رحمه الله- : «حديث المهديّ متواتر أيضًا؛ لأنه ورد عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم من طريق ثلاثين صحابيًّا بأسانيدَ وطرقٍ متعددة مُخَرَّجة في كتب السنة الصحاح والسنن والجوامع والمُصَنَّفات وغيرها. ونَصَّ على تواتره الحافظُ أبو الحسين السِّجْزِيّ والقرطبيّ صاحب التفسير والحافظ ابن حجر و الحافظ السخاويّ وغيرهم وألَّف الإمام الشوكانيّ : في بيان تواتر حديث المهديّ والدجال ونزول عيسى كتابًا خاصًّا سمَّاه (التوضيح لبيان تواتر حديث المنتظر والدجال والمسيح) وهو كتاب جيد، وقد طُبِع بالهند.»
وقد قال الشوكاني في ذلك الكتاب الذي أشار إليه الشيخ الغماري ما نصه : «والأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول» [التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح].
ومن هذه الأحاديث التي جاءت في المهدي، قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين» [رواه أبو داود والحاكم في المستدرك].
وقوله صلى الله عليه وسلم : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة» [رواه أبو داود وابن ماجه]، وقوله صلى الله عليه وسلم : « المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» [رواه أحمد وابن ماجه].
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججا» [رواه الحاكم في المستدرك].
وقوله صلى الله عليه وسلم : « يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججًا» [رواه ابن ماجه والحاكم].
وقد ورد في الصحيحين إشارة إلى المهدي دون تسميته، فيما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» [رواه البخاري ومسلم].
وفي مسلم حديث أكثر إيضاحًا عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» قال : «فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة» [رواه مسلم]، وفي رواية لهذا الحديث عند الحارث ابن أسامة «فيقول أميرهم المهدي».
وعَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ ، اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئاً نَكْرَهُهُ. فَقَالَ : «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً وَتَشْرِيداً وَتَطْرِيداً. حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ، فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ، فَلاَ يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلاَ يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلأُهَا قِسْطاً كَمَا مَلأُوهَا جَوْراً. فَمَنْ أَدْرَكَ ذلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْواً عَلَى الثَّلْجِ» [رواه ابن ماجه في سننه]
وروى أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : «خَشِينَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ نَبِيِّنَا حَدَثٌ، فَسَأَلْنَا نَبيَّ الله فَقَالَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي المَهْدِيِّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْساً أَوْ سَبْعاً أَوْ تِسْعاً ـ زيد الشَّاكُّ ـ قَالَ قُلْنَا وَمَا ذَاكَ. قَالَ: سِنِينَ، قالَ: فيَجِيءُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي، قَالَ: فَيَحْثِي لَهُ في ثَوْبِهِ ما استطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ» [رواه الترمذي].
هذه نماذج لما ورد من روايات بشأن المهدي -عليه السلام- وقد ورد أنه سيخرج عندما يضيق الحال بالمؤمنين، وتضيق عليهم الأرض بما رحبت، في وقت يفقدون فيه الأمل في الإصلاح، يفقدون فيه الأمل في وحدة عربية، أو نخوة إسلامية، يتمكن منهم أعدائهم.
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال المسلمين من اختلاف قبل ظهوره، فقال : (أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً، كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحًا، فقال له رجل : ما صحاحا ؟ قال : بالسوية بين الناس. قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديًا فينادي، فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول : ائت السدان -يعني الخازن- فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له : أحث، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفسًا، أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له : إنا لا ينفذ شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أو قال ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد في مسنده].
فيخرج على حين اختلاف وفرقة للأمة ربما تكون كفرقتنا هذه واختلافنا، ويجمع الله عليه الناس، وهذا ليس بيد أحد من البشر، فكما جمع على جده صلى الله عليه وسلم قلوب الناس، يجمعها له، قال تعالى : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال :63] فجمع القلوب وتوحيد الأمة هي نعمة من الله سبحانه وتعالى يمتن بها علينا، قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران :103].
فتجتمع على المهدي القلوب، بل تجتمع عليه الحكام وتلين قلوبهم له، فإن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى، يقلبها كيف يشاء، ويصرفها كيف يشاء، فإذا أذن بخروج المهدي قلب القلوب تجاهه، وجمع الناس عليه. 
وقد اعتنى علماء الأئمة بمسألة المهدي وخروجه، فألفوا فيها التصانيف، ومن هؤلاء الإمام السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سماه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه، والحافظ عماد الدين بن كثيرة قال في كتابه الفتن والملاحم: «وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة، وللّه الحمد والمنة». 
والفقيه ابن حجر المكي الشافعي، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي، في المرقاة شرح المشكاة. 
وملا علي القاري، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي، ذكره في الإشاعة، ونقل جملة كبيرة منه.
والشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الإلف، وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر. 
ومنهم محمد بن علي الشوكاني، وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح. 
والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام، المتوفى سنة 1182 هـ. قال صديق حسن في الإذاعة: «وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير، محمد بن إسماعيل الأمير اليماني، الأحاديث القاضية بخروج المهدي، وأنه من آل محمد(صلى الله عليه وآله)، وأنه يظهر في آخر الزمان»، ثم قال: «ولم يأت تعيين زمنه إلاّ أنه يخرج قبل خروج الدجال». 
فما صفات المهدي ؟ وما الذي يجب على المسلمين في الإيمان به ؟ نجيب عن هذه الأسئلة في المقال التالي (يتبع)

 

 

 

شاهد أيضاً

الحب الذى أغضب الملك فاروق…وتفاصيل الفنان الذى كان يزور معشوقتة فى منزلها

كان رشدي أباظة  يزور كاميليا في شقتها في عمارة «الإيموبيليا» وأصبح له مفتاحه الخاص، وأكدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *