اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها اليوم بإدراك واشنطن أن “المشروع الإخواني” بدأ مرحلة السقوط النهائي في المنطقة كلها، بالإضافة إلى استمرار فشل المجتمع الدولي في التوصل لحل للأزمة السورية .. بجانب إعلان إسرائيل بناء/ 700/ وحدة استيطانية في القدس المحتلة وتعثر عملية السلام.
فمن جانبها، قالت صحيفة “الوطن” تحت عنوان “واشنطن تقترب من القاهرة” يمكن أن نجد الان نوعا أو درجة من التقارب من جانب واشنطن مع القاهرة، خاصة وأن مصر تتجه نحو استكمال الاستحقاقات الديمقراطية مرحلة بعد أخرى .. ومصرالآمنة المطمئنة المستقرة تفيد الولايات المتحدة بأكثر مما تتصور واشنطن خاصة في معالجة عدد من الملفات التي تعجز عنها الولايات المتحدة مثل القضية الفلسطينية والعلاقات مع السودان والمشكلة مع ليبيا .. وهي قضايا تعلمها مصر منذ عقود ولها فيها أثر وتأثير بجانب الدعم العربي للتوجهات المصرية لإحلال السلام في المنطقة على مختلف المستويات العربية والإفريقية.
وأضافت أن واشنطن راقبت تلك المرحلة وأدركت بما لا يدع مجالا للشك أن المشروع الإخواني بدأ مرحلة السقوط النهائي في المنطقة كلها بعد أن قررت الدول الأساسية في المنطقة اتخاذ موقف واضح ورافض للجماعة الإرهابية التي استخدمت كل وسائل العنف لترهيب وترويع المصريين .. موضحة أن الدول العربية الرئيسية اعتبرت جماعة الإخوان منظمة إرهابية وهو ما أخذت واشنطن تتفهمه بعد أن شهدت طبائع الإخوان فاتجهت أولا نحو الانسجام مع الموقف العربي العام باعتبار “جماعة أنصار بيت المقدس” منظمة إرهابية أجنبية وهي تعلم أن أنصار بيت المقدس جزء من الإخوان بل هم يدها التي تبطش بها .
وعلى جانب آخر، قالت صحيفة “الخليج” إنه منذ (جنيف 2 ) والذي انتهى إلى الفشل تراجع الحديث عن التسوية السياسية في سوريا لأن شروط نجاح الحوار ليست متوفرة وصار الحديث عن ” جنيف 3 ” يتم على استحياء من جانب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أو من جانب بعض الأطراف الدولية للإيحاء بأن الأزمة السورية مازالت حاضرة .
وأضافت أن مسألة استئناف الحوار بين النظام السوري والمعارضة لم تعد ملحة لأن الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الصراع تركت مسألة الحوار والبحث عن حل سياسي جانبا رغم قناعتها باستحالة الحل العسكري، لكنها لا ترى أن ما يتحقق ميدانيا يكفي لإنجاز الحل خاصة أن النظام يحقق نقاطا لمصلحته في المعارك والمعارضة تبدو غير قادرة على تعديل ميزان القوى على الأرض لأسباب عديدة من أهمها الصراعات فيما بينها ودخول الجماعات الإرهابية التكفيرية في المعادلة كطرف أقوى، وما يتركه كل ذلك من آثار سلبية علي مجمل الوضع السوري.
وفي موضوع مختلف، قالت صحيفة “البيان” إنه مرة أخرى تصطدم أي محاولة للدفع بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بموقف الاحتلال القائم على طرد أصحاب الحق من أرضهم وتوسيع المشاريع الاستيطانية التي تهدف إلى رسم خريطة “الدولة اليهودية” على الأراضي الفلسطينية.
وأشارت إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء نحو /700/ وحدة استيطانية جديدة في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في الوقت الذي يسعى فيه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي عبر زياراته المكوكية إلى المنطقة لإعطاء دفعة جديدة لهذه المفاوضات التي انهارت كل جولاتها.. وذلك بسبب مواقف الكيان بشهادة جون كيري نفسه الذي انتقد عدم إبداء الجانب الإسرائيلي لأي رغبة في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى وهو السبب الرئيس في تعثر المفاوضات.
وأكدت أن الفلسطينيين والعرب ينتظرون ما قد يسفر عنه اجتماع وزراء خارجية العرب في القاهرة وكلهم أمل بأن يتم إقرار الدعم الكامل السياسي والمالي للقيادة الفلسطينية وترجمته واقعيا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من العام 1967 وعدم الاكتفاء ببيان يدين الموقف الإسرائيلي.