أفزعني عويل الريح العاصفة خلف شباك نافذتي وأيقظني من هجعتي ،فهرعت نحوباب غرفتي ،وعندما فتحته وجدت جيوش الظلام وسيول الأمطار تحاصرني ،فعدت إلىفراشي ووضعت يدي على يد سريري الحديدي …غادر النوم آخر قلاعه في جسدي ..ترجيته كثيرا وألححت عليه بالبقاء وحمايتي من هموم الواقع المرير غير أنهأبى ، تمسكت بثيابه وتعلقت به ولكنه كان مصرا على مفارقتي والرحيل عنيبعيدا ..عندها تأكدت أنني سأقع فريسة للخواطر والأفكار المجنونة التيمافتئت تطاردني وتلاحقني وأنها حتما ستقتحم علي المكان وتضرب الباببأقدامها دونما قرع أو استئذان لتنتشلني من عمق أعماق خلوتي ووحدتي وتمطرنيبوابل أسئلتها البوليسية السياسية…! ماذا كتبت …؟وعن أي المواضيع تحدثت …؟وإلى أي الأمور تطرقت….؟ولماذاقلت هذا …؟ولم تقل كذا وكذا…؟ظللت للحظات أرتجف في مكاني وأرتعد خوفا من مقابلتها … وما كادت تمضي علي برهة من عمر الزمن حتى سمعت وقع خطاها وراء الباب فوقفتمنتصبا وهيأت نفسي لاستقبالها متناسيا خوفي وفزعي الشديدين من قدومها …. وكالعادة ودونما قرع ولا استئذان تقتحم خواطري وأفكاري علي المكان ….! وبدأنا في النقاش وسرد الحوار …. –ما جديدك اليوم سيدي…؟ –لا جديد لدي قد كسرت أقلامي ومزقت كل دفاتري وانبريت بعيدا عن السياسةوهرجها وتصديع١ الرؤوس دونما فائدة تذكر أو ترتجى…..! –إذا هو القنوط بعينه سيدي ….؟ –وكيف لا اقنط أو أيأس من حالي وأنا جزء من هؤلاء الذين يعانون من أزمةحليب الأكياس وأولئك المقعدون على كراسي البطالة وممن شردوا ليناموا فيالشوارع والأحياء القصديرية انتظارا للإفراج عن قوائم المستفيدين لعل الحظيسعفهم فيكونون من الذين رضيت عليهم السلطات ونظرت إليهم بعين الشفقةوالرحمة والرأفة ….قبل أن تخطفها منهم أيادي الراشين وأصحاب القرابةوالنفوذ والجاه…. وكيف لا أقنط في بلدي وأطفالي مضى عليهم قرابة الشهر وهم يذهبون إلىالمدارس ثم يعودون بلا تدريس ….ونقابات الأساتذة والمعلمين في صراع معوزيرها الذي رضي بأن يكون أبناؤنا من المرهونين في صراع تدور رحاه بينهوبين موظفي وزارته من الأساتذة والمعلمين … والفتنة المشتعلة نيرانها فيمدينة غرداية وعجز السلطات عن إخمادها وإطفاء لهيبها …. يحدث كل هذا في بلد تجاوز احتياطي صرفه بالملايين من الدولارات المائتين …. –إذا فلابد من تدخل الرئيس فهو وحده القادر على الاقتراح وإيجادالحلول….؟ –الرئيس مريض وأصحاب المصالح يطالبونه بعهدة رابعة ومعنى ذلك استمرار الحالعلى ماهو عليه ، فالأولى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة حتى يتحملالرئيس مسؤولياته أمام الله والجميع …… هكذا إذا استجوبتني خواطري وأفكاري وأعادتني لمعانقة القلم في هذه الليلةالباردة المظلمة الكثيرة الأمطار …. بقلم الطيب دخان الطيب دخان الكاتب الصحفي الجزائرى المعروف انتظروا مجموعة من اقوى المقالات [email protected]