كتب:وسام امين
“الغلبان في البلد ده يموت “هذه العبارة المملؤة بالحزن والاسى هى الترانيم التى يرددها دوما المرضى الفقراء,خاصة عقب دخولهم المستشفيات الحكومية لتلقى العلاج والرعاية الطبية,والتى لاتزال تشهد حالة من الفوضى اعمق واشد من الحالة التى تشهدها البلاد الان, فغاب الطبيب وتكاسل التمريض وتاهت المراقبة والمتابعة والنتيجة النهائية هى (مؤسسات طبية تقدم الموت بدلاً من الشفاء),ان الإهمال الحكومى والفوضى التى طالت جميع قطاعات الصحة فى عصر النهضة جعلت الجميع متضرراً خاصة المريض فما بين ضعف الإمكانيات الطبية ونقص العاملين وسوء حالة العنابر والأجهزة ومافيا المستشفيات الخاصة، جلس الملايين من المرضى على أبواب المستشفيات الحكومية يلهثون خلف أى أمل فى الشفاء.فنجد حالة من الإهمال والفساد واللامبالاة داخل مستشفى بيلا المركزى،بالاضافة الى المعاملة السيئة مع المرضى وغياب للأطباء فى وخصوصا فى النوبتجية الليلية،وذلك بسبب تراخى الجهات المسئولة بوزارة الصحة ومديرية الشئون الصحية بكفرالشيخ عن المراقبة عليها مما جعلها لا ترقى لتصبح مصحة لعلاج الحيوانات وليس مصحة لعلاج المرضى.وعلي الرغم أن المواطن المصرى البسيط ارتضى الإهانة فى المستشفيات الحكومية وترك نفسه ضحية لمافيا المستشفيات والعيادات الخاصة إلا أنه لم يسلم من المرض ولم يشفى منه حتى أصبح المواطن الفقير المصرى هو المواطن الأعلى من حيث معدلات المرض على مستوى العالم. فمهنة الطب هى مهنة المتاعب والانسانية والسهر فالطبيب وقته وراحته ليس ملك له بل هي ملك لكل محتاج الى رعاية طبية ومشرط رحيم يزيل عن العليل همومه وآلامه فالطبيب له دور كبير في مساعدة الناس كما انه يساعدالمريض ويداويه. توجهت عدسة المحرر الى مستشفى بيلا المركزى, لترى على الطبيعة صرخات واهات المرضى وحقيقة مايعانيه المريض داخل مستشفى بيلا المركزى فالصور هى التى ستتحدث لتنقل لكم مدى تدهور قطاع الخدمات الصحية بكفر الشيخ حيث الواقع الاليم, فالمرضى ينامون على أسرة ضعيفة مليئة بالصدأ,يضاف لذلك عدم وجود مفارش أو بطاطين حتى جميع مراتب الاسرة مملؤة بالدماء وعند زيارة اى مسئول الى المستشفى (تقوم الممرضة او العامل بتغيير وضع المرتبة من الاعلى الى الاسفل والعكس ) حتى يشعر المسئول بأن الاسرة نظيفة, وان الخدمات بالمستشفى على اكمل وجه,اما عن النظافة فحدث ولا حرج,فهى غائبة تماما عن جميع الاقسام داخل مستشفى بيلا المركزى,حتى دورات المياه فلا يمكن لاى مريض ان يقوم بدخولها من قوة وشدة الرائحة الكريهة التى تمتلئ به جميع دورات المياه بجميع الاقسام,اما وسيلة النقل للمريض داخل الاقسام او نقله من قسم الى غرفة العمليات فلا تتم لا عن طريق النقالة الحديدية المليئة بالصدأ الغيرادمية والتى تعف الحيوانات (القطط )التى تملئ طرقات المستشفى عن الجلوس عليها نظرا لبشاعة شكلها وخوفها منها,وخير دليل ماقام به المحرر من خلال عدسته لاحد النقالات التى يملؤها الصدأـ,,,فاما عن المريض فلابد ان يقوم بشراء المستلزمات الطبية بداية من السرنجة ورباط الشاش وغيارات الجروح من الخارج وجميع مايستلزمه المريض من كل شئ,لان المستشفى تطبق قاعدة (عفوا لقد نفذ رصيدكم ) من العلاج داخل المستشفى على الرغم من وجود العديد من الادوية داخل المستشفى وبشهادة مدير ادارة الصيادلة بكفرالشيخ والذى يقوم بتوفير كافة الادوية فى اسرع وقت فى حالة وجود طلبات خاصة بالادوية تاتى اليه من مستشفى بيلا المركزى,اما عن الطبيب فهو مجرد اسما فقط,والذين اصبحنا الان لانستطيع ان نطلق عليهم “ملائكة الرحمة” لانهم بلا رحمة فانعدمت الرحمة فى قلوبهم ,فالمريض يئن امامه وهو يتلذذ بعذابه ودموعه, لانه غير متفرغا للمريض ولكنه متفرغا الى عيادته الخاصة ومشاريعه الاستثمارية, ويغادر الى عيادته الخاصة للكشف على المريض الخاص ذو المبالغ المالية المدفوعة اليه الفورية,حيث اصبحت اسعار الكشوف الخاصة بالعيادات داخل مدينة بيلا تتراوح مابين 40 جنيها وحتى 150 جنيها, كذلك الحال فى قسم الاستقبال فتجد المناظر التى تدمع لها العين وتدمى القلوب من الاهالى الفقراءوالذى يأتى معظمهم من القرى المجاورة للمدينة بل ربما تجدهم مقترضين اجرة المواصلات للوصول الى المستشفى كذلك الحال لاهالى المدينة,ومن المعروف بان هذا القسم لابد ان يكون فيه جميع متطلبات المريض من السرنجة وحتى الخيوط الجراحية,ولكن لاتجد الطبيب الاخصائى النوبتجي والذى ينوب عنه احد الاطباء المبتدئين للكشف على المرضى داخل قسم الاستقبال,والذى يقوم بالتعامل مع الحالات التى يصعب علاجها او تعتبر من الحالات الحرجة,يقوم بتحويلها الى مستشفى المنصورة (والسبب خطورة الحالة ) وعلى الرغم من كل ذلك الا ان المريض لا يوجد معه ثمن التحويل لان سيارة الاسعاف لابد ان تقوم بتحصيل المبلغ المالى والذى يتراوح مابين 150 جنيها الى 200 جنيها بخلاف (البقشيش),وهنا يتوقف المريض عن الصعود الى سيارة الاسعاف لعدم وجود المبلغ المقرر لسيارة الاسعاف, إلا اذا حدثت المعجزة وتدخل اهل الخير اوالوسطاء او المحسوبية لتقوم بسداد المبلغ,او اضطرار الاسرة المرافقة للمريض ببيع الحلى التى تتحلى به الزوجة فى اذنها حتى تستطيع انقاذ زوجها قبل مماته وغيرها من الحالات المشابهة والتى تقوم ببيع مامعها او الاقتراض لانقاذ حياة مريض من الموت,أما الطامة الكبرى داخل المستشفى والتى تتمثل فى وحدة الغسيل الكلوى لمرضى الفشل الكلوى والذين يقومون بالغسيل ثلاث جلسات اسبوعيا,حيث يوجد بالوحدة 15ماكينة للغسيل الكلوى منهم 9 ماكينات للحالات الايجابية المصابة بفيروس “سى” والذين تعرضوا للعدوى من المرضى المصابون بالفيروس والباقى للحالات السلبية,ويتم العمل بهذه الماكينات منذ نحو اكثر من عشرة اعوام على الرغم من ان طاقتها التشغيلية تزيد عن 40 الف ساعة عمل,الامر الذى يؤدى بدوره الى زيادة الماء بجسم المريض بدلاً من تخفيضها,كما ان الماكينات لا تتوقف عن العمل لمدة 12 ساعة متتالية لذلك اطلقوا عليها اجهزة الموت او الاجهزة الزرقاء وبرغم أن تعليمات وزارة الصحة واضحة فى عدم استخدام هذه الأجهزة ولكن فى ظل عدم وجود الرقابة الفعلية من مديرية الصحة بكفرالشيخ ووزارة الصحة فانه يتم استخدام هذه الأجهزة حتى الآن داخل المستشفيات الحكومية,ويبلغ عدد المرضى الذين يقومون بالغسيل حوالى 45 مريضا بالفشل الكلوى وفيروس سى،والذين يستسلم منهم للامر الواقع ومنهم من يبث العزيمة فى قلوب رفقائه,فجميعهم ينتظرون دورهم فى كشوف الراحلين محتفظا بابتسامة ومرددا عبارات الشكر لله,فهم يعلمون أن الفيروس ولو كان رحيما بهم وأعطاهم سنوات زيادة على أعمارهم فسيعجل الإهمال وقلة الرعاية بموتهم,وبالنظر الى هؤلاء المرضى فتجدهم يتعرضون الى شتى انواع العذاب ومشقة بالغة وقاسية أثناء وبعد جلسات الغسيل وكذلك لبعض المضاعفات مثل الشد العضلى الذى يستمر غالبا بعد الجلسة حتى نهاية الليل بالإضافة الى تعرضه للهرش والقىء والكحة وانخفاض فى ضغط الدم,والمعاناة لا تقتصر على المريض بل تمتد الى احد اقاربه الذى يلازم المريض تحسبا لتعرضه للأعراض المؤلمة أثناء جلسات الغسيل والإرهاق الشديد للمريض بعد الجلسة،فضلا عن حاجته الى التغذية السليمة والنوم حتى يشعر بالحياة من جديد,وتقوم الممرضات قبيل الغسيل بالتنبيه على المرافق للمريض بضرورة تجهيز مريضه بالادوات الخاصة بعملية الغسيل من سرنجات وامبولات الهيبارين وخراطيم والفلتر والجلوكوز بالاضافة الى القطن والشاش واللاصق الطبى,كما يقوم المرافق بالجلوس بجواره على السرير حتى لايتم حدوث مضاعافات,كما يتم التنبيه على المرافق بضرورة احضار ملاءة للسرير نظرا لنزول كميات كبيرة من الدم للمرضى عقب الانتهاء من عملية الغسيل,والتى تلطخ الاسرة والملاءات والكوفرتيات ويتم وضعهما داخل الدواليب ملطخين بالدماء دون غسيلهما وتعقيمهما, ومن هنا يتم نقل فيروس “سى” للمرضى الذين لايعانون من الفيروس لذلك نجد ان 80% من مرضى الفشل الكلوى بالوحدة مصابون بفيروس سى,فقول احدى المريضات بالفشل الكلوى وفيروس سى, الى إنها اصيبت بفيروس سى من نحو 6 اشهر من ماكينة الغسيل والتى تتسبب فى انتشار الفيروس بين جميع المرضى ,واشارت الى انها تعانى من عدة صعوبات تبدأ من سوء تركيب عملية الوريد مما يجعلنى استخدم القسطرة أثناء جلسات الغسيل وشعورها برعشة فى جسدها وعدم قدرتها على تناول الغذاء,كما تشير الدلائل الى وجود اهمال جسيم داخل وحدة الغسيل الكلوى,ونظرا لمارأيناه من اهمال وسؤ الرعاية الطبية وسهولة نقل العدوى للمرضى وغيرها من المخالفات الجسيمة داخلها,فأنه سيتم عمل تحقيق خاص لمرضى الفشل الكلوى فقط خلال الايام القادمة داخل مستشفى بيلا المركزى,وهناك ايضا العديد من الاقسام الداخلية تجد فيها مئات المرضى الذى يتجرعون مرارة الاسى والحزن على تدنى الخدمات الطبية وسؤ الرعاية داخل المستشفى,والغريب بأن هناك اجهزة طبية تعمل بكامل طاقتها ولايستطيع الطبيب العمل عليه مثل ورود جهازين لقسم الحضانات على اعلى مستوى من الكفاءة والامكانيات العالية ومزودان بجهاز لعمل الاشعة للطفل المبستر داخل الحضانة اليا بدلا من اخراجه لعمل الاشعة بالقسم,وينتظر الطبيب الان حضور مهندس متخصص فى قسم الحضانات حتى يقوم بتدريبهم على الاجهزة زو التقنية الحديثة,ويشير احد الاطباء العاملين بالمستشفى والذى رفض ذكر اسمه بان المستشفى تعانى من عدم وجود نبوتجية للمعمل وكذلك عدم وجود طبيب للاشعة التليفزيونية الفترة الليلية حيث يأتى الينا الكثير من حالات الزائدة الدودية فلابد من اجراء تحليل للمريض وذلك لمعرفة عدد الكرات الدموية البيضاء ,وايضا عمل اشعة تليفزيونية له,وهذا غير متوافر داخل المستشفى ممايضطر الاطباء لاعطاء المريض كورس من المسكنات والتى من السهل ان تؤدى الى حدوث انفجار بالزائدة الدودية مسببة تسمم بالدم نتيجة تعاطى المريض المسكنات.اذا كان هوالحال والمدير يعلم تماما عن مدى تفشى الاهمال والفساد داخل مستشفاه,ومن الجدير بالذكر بأن وزارة الصحة اعتمدت 8 مليون جنيها الى مستشفى بيلا المركزى لعمل الاصلاحات والترميمات بمبانى المستشفى وشراء الاجهزة الطبية وغيرها والتى لاتزال محل الدراسة والتنفيذ,وأخيرا فإن الحال داخل المستشفى قد وصل الى ادنى درجة من درجات التدنى وسؤ الخدمة الصحية وتفشى الاهمال والفساد وانتشار العدوى وارتفاع نسبة الاصابة بالامراض المزمنة, ويطمع اهالى مركز ومدينة بيلا فى ضرورة قيام المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفرالشيخ بعمل زيارة مفاجئة الى المستشفى وعلى ارض الواقع لمشاهدة مدى تردى الاوضاع داخل المستشفى,مطالبين بضرورة تدخل المحافظ على الفور للقضاء على الفساد والاهمال وتدنى الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الصحية للمرضى خاصة فى ظل احتياجهم الى العون والمساعدة لزيادة اعدادهم وزيادة نسبة الاصابة بجميع انواع الامراض التى تعتلى اجسادهم,فهل يستجيب محافظ كفرالشيخ لمطالب جموع المرضى فى التخلص من الايادى المرتعشة التى لاتستطيع ان تقوم باتخاذ القرارات التى لاتغنى ولاتسمن من جوع,فالجميع يترقب وصوله الامس قبل اليوم لاصدار قراره الحاسم فى القضاء على تفشى الفساد داخل القطاع الصحى الذى يعيش في غيبوبة تامة بعيدا عن اعين المسئولين,فاذا كنا جميعا نريد ان نعمل من أجل الوطن فعلينا ان نكون واقعيين مع المواطن وصادقين مع انفسنا ونحاول أن تسير الأمور في وضعها الطبيعي بالامكانيات المتاحة دون تزييف للحقيقة.
شاهد أيضاً
السجن المؤبد لغير مصري لمحاولته تهريب مواد مخدرة في مطار القاهرة
حكمت محكمة جنايات القاهرة بالعباسية على أجنبي بالسجن المؤبد لمحاولته تهريب كميات كبيرة من المخدرات …