ماذا لو كنت مضطرا يوميا لاستخدام معدية متهالكة، لعبور نهر النيل أو إحدى فرعيه، أو الترع المنتشرة فى أرجاء مصر، ماذا لو كانت الطريقة الوحيدة لنقلك للضفة الأخرى حيث عملك أو جامعتك أو مدرستك، وأنت تعرف جيدا أنه ربما يأتى يوم ولا تستطيع العبور وتتوقف عن الحركة فى منتصف المسافة، فيكون الغرق من نصيبك أو على الأقل تحاول النجاة إن كنت تستطيع السباحة.
بين حين وآخر، نستيقظ على خبر غرق إحدى المعديات، كان أشهرها حادث معدية بقرية سنديون التابعة لمركز فوة فى كفر الشيخ، بنهر النيل، ما أسفر عن غرق ١٥ فردًا، وإصابة آخرين، وكذلك معدية الوراق التى بلغت حصيلة ضحاياها ٣٦ قتيلا بينهم نحو ٢٠ طفلا، ولم تكن تلك الحوادث الوحيدة بل هناك الكثير.
«البوابة» تجولت داخل عدد من المعديات المتهالكة منها معدية الجزارين وشبرا الخيمة، ورصدت حالة وكفاءة هذه المعديات، التى باتت غير صالحة للاستخدام، لكنها تظل الوسيلة الوحيدة المتاحة للأهالى للعبور لعملهم.
المعديات غير آمنة
قال أحمد عبدالحفيظ أحد سكان جزيرة الوراق، الذى يستقل المعدية يوميا، إن المعديات غير آمنة تماما، وأضاف: «مفيش اهتمام من المسطحات المائية والاهتمام بيبقى لو فى حادثة حصلت يومين والأحوال بترجع زى الأول».
وطالب بضرورة الإنجاز فى الكوبرى الذى يجرى إنشاؤه، ليكون الوسيلة الآمنة لهم.
اللى بيركبوا المعدية أكبر من طاقتها
قال رضا عبدالحميد أحد أهالى منطقة الوراق: «العدد اللى بيركب المعدية أكثر بكثير مما تتحمله، والوسيلة تمثل خطورة لكن لا يوجد غيرها الأهالى».
الوسيلة الوحيدة لربط الجزيرة بباقى المناطق
أكد خليل جرجس أن المعديات وسيلة بسيطة، لكنها غير آمنة، وأضاف: «بس مفيش غيرها لأنها هى الوسيلة الوحيدة اللى رابطة الجزيرة بباقى المناطق، ومفيش أى وسيلة غيرها ممكن نستقلها».
وطالب بضرورة إنشاء كوبرى لربط الجزيرة بباقى المناطق الحيوية، باعتباره وسيلة أساسية بدلا من اتجاه أصحاب الموتوسيكل والدراجات لاستقلال المعديات، التى من شأنها تعريض حياة الإنسان للخطر.