كتب- محمدفضل
انطلقت في الجزائر البارحة رسميا حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل/نيسان القادم بتنظيم تجمعات في كل أرجاء البلاد من قبل المرشحين الستة.
وفي حين يباشر خمسة مرشحين جولاتهم لإقناع الناخبين، أوفد الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة ستة ممثلين عنه يجوبون مختلف مناطق البلاد بسبب عجزه الصحي عن مباشرة مهام الحملة الانتخابية بنفسه.
وينوب عن بوتفليقة كل من مدير حملته الانتخابية ورئيس الوزراء المستقيل عبد المالك سلال، والأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمّار سعيداني، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح، والوزيرين عمارة بن يونس وعمّار غول، إضافة إلى الوزير الأول الأسبق عبد العزيز بلخادم.
وعود بوتفليقة
من جانبه، وعد عبد المالك سلال بتغيير النظام الدستوري لتوسيع ما أسماه “الديمقراطية التشاركية”، حيث “سيشارك كل أفراد الوطن في تسيير البلاد، إضافة إلى توسيع صلاحيات ممثلي الشعب”، على حد قوله.
وبدأ سلال الحملة الانتخابية بتجمع في ولاية أدرار (1500 كلم جنوب الجزائر) قبل أن يتوجه إلى تمنراست (1980 كلم جنوب الجزائر) على متن طائرة خاصة.
كما انتقلت المرأة الوحيدة في السباق الرئاسي لويزة حنون إلى مدينة عنابة (شرق)، حيث عاشت جزءا من حياتها، وحيث بدأت نضالها النقابي.
كما تُعدّ عنابة قطبا صناعيا بالجزائر بوجود مصنع الحديد والصلب الذي يشغّل ستة آلاف عامل، وهو وعاء انتخابي مهم بالنسبة لزعيمة حزب العمال.
في السياق ذاته، طالب المترشح علي بن فليس بضرورة إفساح المجال أمام بديل ديمقراطي حقيقي على السلطة.
ووعد رئيس الحكومة الأسبق والمرشح الأقوى لمنافسة بوتفليقة بصياغة دستور جديد لإعادة التوازن بين السلطات الثلاث، معتبرا أن النظام السياسي بشكله الحالي أوصل البلاد إلى مأزق يهدد الاستقرار والوحدة الوطنية.
وقال بن فليس في حوار لمجلة “جون أفريك” الأحد “علينا أولا معالجة تشرذم نظامنا السياسي”، منتقدا عمل المؤسسات و”الوضع الاقتصادي والتفكك الاجتماعي والفساد المعمم”.
وفي مدينة معسكر (حوالي 360 كلم غرب العاصمة) طالب بن فليس المواطنين بحماية صناديق الاقتراع لأن ذلك من حقهم، وقال إنه لن يقبل بالتزوير ولن يسمح به، مشيرا إلى أن الحكومة تحولت إلى لجنة مساندة للرئيس المترشح، في إشارة إلى بوتفليقة.
وتدوم الحملة الانتخابية 22 يوما، وتنتهي في 13 أبريل/نيسان القادم يجوب خلالها المرشحون وممثلوهم أرجاء البلاد الواسعة (2.2 مليون كلم مربع
في الموضوع ذاته، دعا ائتلاف من الأحزاب والشخصيات المقاطعة لانتخابات الرئاسة البارحة الأحد إلى مشروع “بديل” بسبب ما اعتبروه فشلا لنظام الرئيس بوتفليقة.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم (إسلامي) عبد الرزاق مقري إن الائتلاف “لا يكتفي فقط بالمقاطعة ولكن يحمل مشروعا بديلا لفشل النظام الحالي”.
من جهته، قال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية (إسلامي) عبد الله جاب الله إنه ليس هناك فصل بين السلطات، وإن الدستور ركز كل الصلاحيات في يد رجل واحد هو رئيس الدولة دون أن يضع هيئات للرقابة.
وأضاف في لقاء بالجزائر العاصمة أن البلاد في حاجة إلى ندوة وطنية من أجل الوفاق حول تعديلات دستورية تضمن الديمقراطية، وفق تعبيره.
كما أشار رئيس حركة النهضة محمد ذويبي إلى أن كل المؤشرات تدل على أن هذه الانتخابات محسومة سلفا، حيث إن الدولة بكاملها مجندة من أجل الرئيس المترشح لولاية رابعة.
ويضم ائتلاف المقاطعين حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة وحركة النهضة (إسلاميون)، ومن العلمانيين التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحزب جيل جديد، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق المنسحب من الترشح للانتخابات أحمد بن بيتو