قال الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الجماعات التكفيرية اليوم تسير على طريق الخوارج، حيث يكفرون من خالفهم بالشبهة والظن، وإن لم يعلنوا التكفير بالذنوب، بل كفروا من رفض بيعة أميرهم، والدخول في دولتهم المُدعاة، متابعا :”هو أمر لم يسبقهم إليه أحد، ولا حتى مع الخلافة الراشدة، وكان سلوك هذه الجماعات في التنفير من الإسلام وتشويه صورة الجهاد، بل الشريعة كلها، من أعظم أسباب تأخر العمل الإسلامي في بلاد المسلمين والكفار على السواء، مما لم يقع مثله منذ بداية الصحوة الإسلامية.”
وأضاف فى مقال له على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، أنه “على الجانب الآخر وجد فريق آخر يوالي في الامتناع عن وصف من وصفه الله ورسوله بالكفر أو النفاق، بل صارت هناك حملة عالمية لإلغاء هذه الأوصاف الشرعية، أو على الأقل تفريغها من مضمونها بالكلية، حتى وصل الأمر إلى رفض تكفير من عبد غير الله، وكذب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذب القرآن، وهذا مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة، بل وجد من يدافع عن الملحدين المنكرين لوجود الله –تعالى- أو عدم تعذيبهم في الآخرة بحجة أنهم غير معاندين، أو أن الإسلام وصلهم بطريقة مشوهة، وكأن طواغيت الأمم عبر الزمان كان يوصلون الإسلام بطريقة صحيحة إلى أتباعهم، ثم رفض هؤلاء الأتباع الحق”.
واستطرد :”كفرُ الإعراض عن الحجة وعدم سماعها وقبولها، ثابت في الكتاب والسنة، فهل كان في زمن من الأزمنة طاغوت من الطواغيت يسمح بوصول الإسلام نقيًا صحيحًا إلى قومه دون تشويه؟، لم يقع ذلك قطعًا، بل لم تزل شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، أي ليغروا بعضهم بعضا، ليغرو عامتهم ويضللوا جهالهم، وقد عامل النبي -صلى الله عليه وسلم- كل من بلغه خبره فلم يبحث ولم يرفع رأسه بالتفكير في ما بُعث به من كلمتي الشهادة “لا اله إلا الله محمد رسول الله”، معاملة الكفار في الدنيا والآخرة”.