بقلم – ياسر مكي
اظهر العدوان الفاحش المسمى بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 صورا ومشاهد حقيقية من بطولات وتضحيات وانتصارات عظيمة لا ينكرها احد بل عجز التاريخ على حصرها ولكنه سطر بعضها قام بها شباب ورجال ونساء وشيوخ بل واطفال من شعب بورسعيد الباسل فكل من اشترك في مقاومة العدوان قدم قصة بطولة واهدى لمصر ملحمة في حبها فيها وحد البورسعيدين البواسل صفوفهم وقت المحنة وضربوا اروع الامثلة في التضحية والفداء حتى اتاهم النصر والحقوا بالعدوان فضيحة ذل وعار فكانت واحدة من اهم الاحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي
وكانت قد اجتمعت قوى الشر الاستعمارية ( انجلترا وفرنسا واسرائيل ) بعد قرار الذعيم جمال عبد الناصر بتاميم قناة السويس في 26 يوليو 1956ومساندته للثورة الجزائرية ضد فرنسا وكذا توقيع مصر اتفاقية سلاح متطور مع الاتحاد السوفيتي بعد رفض امريكا ودول الغرب اعطاء مصر ما يلزمها من السلاح فتحالف ثلاثتهم باتفاقات سرية بينهم مفادها قيام اسرائيل بالهجوم على سيناء وعند تصدي القوات المصرية لها تصدر انجلترا وفرنسا بيانا ينذرا فيه مصر بوقف الحرب والانسحاب لمسافة 10 ك/ متر ليحققا لاسرائيل الاحتلال الكامل لسيناء وعند رفض القيادة المصرية للبيان تقوم انجلترا وفرنسا بانزال قواتهما في مدينة بورسعيد ومنطقة القناة ومحاصرة الجيش المصري
ولم يدر بخلد العدوان حجم المقاومة الشعبية للشعب البورسعيدي وقوته وصلابته والتي بدات بمجرد بدء الغارات في صبيحة يوم الاثنين 5 نوفمبر 1956 والتي احرقت حي المناخ البورسعيدي بالكامل والذي كان يمثل حوالي ثلث المدينة ودمروا بالطائرات منطقة الجمرك بحي العرب بعدها تم البدء في انزال القوات الانجليزية الفرنسية مبتدئين بوحدات مظلاتهما من طائراتهم الهليوكوبتر فخرج الابطال من الجيش والشعب في صد بطولي لا مثيل له وابلوا بلاء غير مسبوق مضحين بانفسهم فداءا ودفاعا عن مدينتهم الباسلة فافقدوا العدو توازنه وثقته في نفسه لعدم تقديرهم لقوة الشعب المصري وتماسكه ورغم سقوط الالاف من الشهداء وهم يتصدون لاساطيل الدبابات والمدرعات العسكرية للقوى المغيرة ضرب ابناء بورسعيد اروع صفحات النضال الوطني في الصمود والتحدي لمدة 48 يوما متواصلة واضطر كثير من المواطنين الى هجرة المدينة عبر الطرق الطرق البرية والبحرية ببحيرة المنزلة وبقيت مجموعات المقاومة من رجال ونساء وشباب واطفال بعدها كون البواسل مجموعات مقاومة سرية قامت بخطف ابن عم ملكة انجلترا الملازم انتوني مورهاوس ووضعه بجوال وربطه مما الى اختناقه ووفاته وتوالت قصص البطولةو التضحية والفداء لابناء المدينة الباسلة لا يتسع المجال لسردها كالبطل محمد مهران وفتحية الاخرس وشهرتها ام علي وجواد حسني ونبيل منصور والسعيد حماده والسيد عسران وطاهر مسعد واحمد هلال ومحمد حمدالله وعلي زنيجر ويحيى الشاعر وشوقي خلاف ومحمد نصر وزينب الكفراوي وامينة الغريب وغيرهم كثيرون
ونتيجة للمقاومة الشعبية الباسلة والتي كبدت القوات المعتدية خسائر لا حصر لها في افرادهم وعتادهم ومعارضة الاتحاد السوفيتي حليف مصر انذاك وتهديده بالتدخل العسكري لمساندة المصريين وضرب لندن وباريس بالسلاح النووي مما جعل امريكا تخشى على مصالحها وامنها فتطلب من القوات المعتدية للدول الثلاث الانسحاب كل هذا ادي الى جلاء وانسحاب القوات البريطانية الفرنسية من بورسعيد والقناة في 23 ديسمبر 1956وهربت اسرائيل من سيناء وقطاع غزة تجر ذيول الخيبة والعار بعدهما بايام وتم وضع قوات طوارئ دولية بين حدود مصر واسرائيل وافل نجم بريطانيا وفرنسا كقوى استعمارية
وزادت شعبية الراحل جمال عبد الناصر في مصر والشرق الاوسط وذكر اسمة في جميع المحافل السياسية العالمية ونتيجة لادراكة خطورة الوجود الاسرائيلي في المنطقة قام باعلان وحدة بين مصر وسوريا في عام 1958 لمدة ثلاث سنوات تقريبا ليتم الانفصال بينهما عام 1961