جامعة ” أوليكساندر بوهومولي “خدعوك فقالوا “طبيب“
د. أحمد شوشة: لن تعترف نقابة الأطباء بخريجى الجامعات الغير معتمدة
علاء غنيم: لابدمن توعية الشباب وتشديد الرقابة على إعلانات الجامعات الزائفة
إعلانات الجامعات الخاصة تجارة بأحلام الشباب
كتبت : رحاب عبدالرحمن
يعتبر الطب والعلوم الصحية المتصلة به واحداً من أكثر المهن الذى تلقى قبولًا كبيرًا من جانب الطلاب على مستوى العالم ، والطب مهنة لا تتطلب فقط العمل الجاد والتصميم على تحدى نفسك كل يوم ولكنها أيضا تستلزم الفضول العلمى والإخلاص في خدمة ورعاية الآخرين.
وكثير من الأطباء دائما ما يفخرون بدورهم المثابر والمتفانى في خدمة االمرضى والمحافظة على صحتهم ليتم إعادة تأهيلهم صحيّاً ونفسياً للعودة والمشاركة الفعالة فى الحياة ، ونهضة مجتمعاتهم.
والطبيب الكفء هو الذى لا يسعى فقط إلى علاج المرضى وتوفير بيئة صحية لهم ،بل يمتد ليشمل حملات التوعية والوقاية للأصحّاء أيضًا ، وهو دور لا يقل فى أهميته عن علاج المرضى .
كل هذه الأسباب تجعل أى مجتمع متعطش لوجود الأطباء الأكفاء به، وفى السنوات الأخيرة بدأت بعض البلاد الأوربية فى الإعلان عن جامعات جديدة تدرس الطب ، وقدموا الدعوات لشباب الوطن العرب من الطلاب حاملى الثانوية العامة أو ما يعادلها فى البلدان العربية الاخرى لدراسة الطب فى كليات الطب بتلك الجامعات.
ومن هذة الجامعات جامعة “أوليكساندربوهوموليس” بأوكرانيا ، حيث أنها أعلنت عن قبول جميع الطلاب دون شرط مجموع الثانوية العامةأو ما يعادلها ، كذلك لاتشترط سنة التخرج كما وإنها توفر أماكن لإقامة الراغبين فى الدراسة.
ولتحرى الدقة وراء هذة الإعلانات أجرت “إيجى ميدسين” هذا التقرير لمناقشة الموضوع من جميع الزوايا لتحرى الموضوعية ، حرصًا منا على مستقبل شبابنا الذين ينجرفون وراء دعوات الدراسة فى هذة الجامعات، ولنعرف هل من يدرس هناك يحق له ممارسة الطب فى مصر أم لا، كذلك لنعرف هل هناك أى تنسيق بين تلك الجامعات الأوربية ونقابة الأطباء هنا ؟
فيؤكد الدكتور “أحمد شوشة ” عضو مجلس نقابة الأطباء أن النقابة لاتعترف بالاطباء الخريجين من هذه الجامعات كما أن هناك شروط للتأييد بنقابة الأطباء المصرية والتي بدونها لا يمكن مزاولة المهنة فى مصر أو أى دولة عربية،حيث لايجوز لأحد إبداء مشورة طبية أو عيادة مريض أو إجراء عملية جراحية أو مباشرة ولادة أو وصف أدوية أو علاج مريض أو أخذ عينة من العينات أوصف نظارات طبية حتى ، لا يمكن لأى أحد تشخيص أى مرض ومزاولة مهنة الطب إلا إذا كان مصريًاحاصل على ترخيص مزاولة المهنة أو من بلد تجيز قوانينه للمصريين مزاولة مهنة الطب بها ، كذلك يكونإسمه مقيدًا بسجل الأطباء بوزارة الصحة العمومية وبجدول نقابة الأطباء البشريين وذلك مع عدم الإخلال بالأحكام الخاصة المنظمة لمهنة التوليد. ويستثني من شرط الجنسية الأجانب الذين التحقوا بإحدى الجامعات المصرية قبل العمل بأحكام القانون رقم 142 لسنة 1948.
كما يقيد بسجل وزارة الصحة العمومية من كان حاصلًا على درجة بكالوريوس الطب والجراحة من إحدى الجامعات المصرية أو من كان حاصلًا على درجة أو دبلوم أجنبى معادلًا لهاوجاز بنجاح الامتحانات ، هذا وتعتبر الدرجات أو الدبلومات الأجنبية معادلة لدرجة البكالوريوس المصرية بقرار يصدر من لجنة مكونة من أربعة من الأطباء البشريين يعينهم وزير الصحة العمومية علي أن يكون اثنان منهم على الأقل من الأساتذة الأطباء بإحدى كليات الطب المصرية.
ويكون امتحان الحاصلين علي الدرجات أو الدبلومات الأجنبية وفقًا لمنهج الامتحان النهائى لدرجة البكالوريوس فى الطب بالجامعات المصرية ، ويؤدى الامتحان أمام لجنة مؤلفة من أطباء يختارهم وزير الصحة العمومية قبل كل امتحان يقوم بترشيحهم مجالس كليات الطب المصرية.
وعلي من يرغب اجتياز الامتحان أن يقدم طلبًا إلي وزارة الصحة ؛ وهناك نموذجمعد لذلك ويرفق معه أصل الدرجة أو الدبلوم الحاصل عليه أو صورة رسمية منه والشهادة المثبتة لتلقى مقرر الدراسة أو أية وثيقة أخري تقوم مقامها، والامتحان يكون باللغة العربية ويجوز تأديته بلغة أجنبية إذا وافق وزير الصحة على ذلك ، فإذا رسب الطالب فى الامتحان لا يجوز له أن يتقدم إليه أكثر من ثلاث مرات أخرى خلال سنتين وتمنح وزارة الصحةلمن جاز الامتحان بنجاح شهادة بذلك.
ويضيف دكتور أحمد شوشة أنه يعفى من أداء الامتحان الأطباء المصريين الحاصلين على درجة أو دبلوم من إحدى الجامعات الأجنبية المعترف بها من الحكومة المصرية معادلة لدرجة بكالوريوس الطب والجراحة المصرية إذا كانوا حاصلين علي شهادة الدراسة الثانوية قسم ثان أو ما يعادلها كذلك أن يكونوا حسنى السير والسلوك طوال مدة دراستهم الطبية ومواظبين على تلقى دروسهم العلمية طبقًا لبرنامج المعاهد التى تخرجوا فيها.
أما الدكتور فتحى خضير ، عميد كلية الطب جامعة القاهرة ، فأكد أن نقابة الأطباء تتحفظ على تسجيل خريجى الطب الخاص بالنقابة لاعتبارات تتعلق بنقص أعضاء هيئة التدريس والإعداد الجيد وعن القلق حول جدية التدريب الذى تلقوه ، مشيراً أنه رافض تمامًا الدراسة فى تلك الجامعات الخاصة الأجنبية أو حتى الجامعات الخاصة المصرية ، لعدم وجود حاجة لذلك حيث أن أى كلية للطب يلزمها مستشفى جامعى تابع لها ولايجوز للكلية أن تقوم دون مستشفى لذلك فإن إنشاء كلية طب بالجامعات الخاصة مبادرة غير منطقية والأفضل من ذلك أن يجتهد الطالب فى امتحانات الثانوية العامة ويحصل علي مجموع يؤهله للدخول في كليات الطب الحكومى إذا كان هدفه أن يكون طبيب فعلا.
مضيفا أن الكليات في حاجة للطلبة لتخريج أطباء أكفاء وأوضح أن النقابة تطالب وزارة التعليم العالى بعدم اعتماد وتوثيق الشهادات لخريجى الجامعات الخاصة لعدم الثقة فى تدريبهم مهنيًا بشكل يؤهلهم لممارسة مهنة الطب.
ومن ناحية أخرى طالب”علاء غنيم “مسئول برنامج الحق فى الصحة للمبادرة المصرية بالحقوق الشخصية بتشديد االرقابة على إعلانات هذة الجامعات الأوربية التى تستهدف الشباب الطموحينالراغبين فى دراسة الطب بالخارجوتحذيرهم من الالتحاق بمثل هذه الكليات الخاصة لأنها عبارة عن نصب وخداع، وتساءل متعجبًا كيف يتم القبول بهذة الجامعات دون الحصول علي مجموع بالثانوية العامة أو ما يعادلها أو معرفة سنة التخرج وكيف تثق العقول البشرية المصرية في هذا النصب وتصدقه؟
ولكى تكون لدينا الرؤية الكاملة حول هذا الموضوع كان لا بد أن نتواصل مع إحدى هذة الجامعات لنعرف كيفية الالتحاق بالدراسة وما هى الإغراءات التى يقدموها لشبابنا ليلتحقوا بالجامعة، فوقع اختيارنا على جامعة “أوليكساندربوهوموليتس” الوطنية الطبية ( كييف )بأوكرانيا ، ووجدنا هذا الإعلان الذى ضم تساؤلات الطلاب الراغبين فى الالتحاق بالدراسة .
وبالتواصل مع المركز الذى يقدم الإعلان عن الجامعة وجدنا أن الدراسة فى الجامعة تكلفتها حوالى 2000 دولار فى الترم الواحد وأن الدراسة بعدة لغات منها الإنجليزية كذلك هناك فرع اخر للجامعة فى تركيا لمن يرغب وأن الجامعة تمنح ايضا درجة الماجيستر والدكتوراة فى مجال الطب تخصصات الجراحة والنساء والتوليد وطب الاسنان كذلك درجة االبكالوريوس فى الصيدلة والهندسة والتجارة وإدارة الاعمال وغيرها ، ويمكن للطالب إعادة الامتحان أكثر من مرة حتى ينجح .
ولا يوجد شروط للالتحاق بالدراسة ، فقط الثانوية العامة أو ما يعادلها دون شرط المجموع أو أى امتحان قدرات بالإضافة لجواز سفر سارى ورقم حساب بنكى ليتم تحويل المصاريف من خلاله فقط.
حتى أن مشكلة السكن وفرتها هذة الجامعة للطلاب ، وكله بالفلوس كما يقال ، كل هذة المغريات عندما يجدها شبابنا مع ما يحمله لقب دكتور فيما بعد يجعل الطالب منبهرًا لا يسأل نفسه عن مدى جدية هذة الجامعة والدراسة فيها خصوصًا وإنه يجد ان لهذة الجامعة عنوان مراسلات هنا وإعلان متاح ومنظور للجميع وهو ما يجعله يظن ان نقابة الاطباء توافق على مثل هذة البرامح من دراسة الطب.
وهنا يجدر بنا السؤال أين وزارة التعليم العالى ووزارة الصحة من هذة الإعلانات التى تخدع شبابنا ممكن يسعون وراء لقب طبيب علمًا بإنه عند التحاقه بتلك الجامعات سيكون طبيب بالكدب.