هل أنت «ابن فلان في مصر»؟.. هل تخيلت في يوم أن تصبح مصر بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، واستطاع خلال السنوات الماضية من محاربة «الإرهاب والفساد»، بالإضافة إلى التعمير المستمر في كل أنحاء الجمهورية للنهوض بمصرنا الحبيبة، أن تعود وقائع «انت مش عارف انا ابن مين في مصر»، ويتم التطاول على «خلق الله».
خلال الأيام القليلة الماضية، تابع الملايين من الشعب المصري قضية «الدلوعة» ابن القاضي بطل واقعة «طفل المرور» الذي سخر واعتدى على فرد شرطة المرور، حتى ظهر فيديو للطفل وهو يسخر من فرد الشرطة، وداخل السيارة التي يقودها صديقه يضحك ويبتسم على ما يبدر منه من تصرفات تجاه أمن المرور، مبرراً بأن الطفل «ابن قاضي».
أثارت الواقعة الرأي العام وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت الأجهزة الأمنية بفحص الفيديو وتمكنت من تحديد هوية الطفل، وقالت مصادر إن الطفل الذى يقود السيارة، نجل قاضٍ ومقيم في المعادي، وكان يستقل سيارة مرسيدس سوداء اللون موديل سي 280، وتمكنت الجهات الفنية بوزارة الداخلية من تحديد هويته بعد فحص الفيديو.
هذا الطفل الذي لم يتجاوز عمره الـ 15 عاما أصبح حديث الإعلام والسوشيال ميديا في مصر بعدما سخر مرتين من أفراد شرطة المرور، أولها كما تم ذكرها من قبل حين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو يظهر استيقاف رجل شرطة لسيارة يقودها طفل ومعه بعض أصدقائه، وطالبه رجل المرور بإبراز رخصة السيارة، ولكن الطفل تهكم على رجل الشرطة وسأله عن الكمامة، وأثناء محاولة الشرطى إيقافه أسرع بالسيارة وصدم الشرطى وفر هاربا.
أما الواقعة الثانية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع جديد ظهر خلاله الطفل المصري المعروف إعلاميا باسم «طفل المرور» وهو يسخر من رجل مرور آخر، بعد ساعات قليلة من إخلاء سبيله في واقعة اعتداء وصدم ضابط مرور في البساتين.
ووجه الطفل حديثه خلال المقطع الجديد لرجل مرور قائلا: «خد يابنى بتعمل ايه هنا»، ما أثار حالة من الاستياء بين متداولي المقطع بسبب استغلال الطفل لمهنة والده الذي يعمل قاضيا.
وعقب انتشار مقطع الفيديو، كان التحرك الرسمى سريعا، حيث أمر النائب العام، بالتحقيق فى الواقعة ، واتخاذ اللازم قانونًا، وفي وقت لاحق قررت «النيابة العامة» تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك، كما قررت إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات.
من جانبه، ظهر والد الطفل «المدلل»، المستشار أبوالمجد عبدالرحمن أبوالمجد، نائب رئيس محكمة الاستئناف بالإسماعيلية، وقال إنه ترك نجله دون مرافق ودون محام ليعلم أنه لا أحد فوق القانون.
وأضاف المستشار أبو المجد- في بيانه الصادر معتذرا للشعب المصري- أن نجله تم إلقاء القبض عليه للمرة الثانية، للتأكيد على خضوع الجميع للقانون، وذلك عقب نشره مقطع فيديو مصورا جديدا، يحتفل خلاله بخروجه من سراي النيابة.
أشار والد الطفل إلى خضوعه شخصيًا إلى القانون الذي يحترمه، ويُجله، ويتشرف بتنفيذه في محراب القضاء منذ ثلاثين عاما، مقدمًا اعتذاره لجموع الشعب المصري، عما بدر من ابنه من إهانات لرجال الشرطة الذين يتحملون الصعاب من أجل حماية الشعب.
كان مجلس إدارة نادي قضاة مصر أكد، أن سيادة القانون هي إحدى أهم الركائز الأساسية للدولة المصرية، ويتجسد هذا المبدأ بخضوع كل سلطة من سلطات الدولة بكافة أفرادها لمبادئ الدستور وسيادة القانون، ولا يوجد رابط بين مرتكب أي فعل مؤثم ووظيفة ذويه يؤثر في سير التحقيقات أو المحاكمة أو تعطيلها.
وأمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، مساء الاثنين الماضي، بإيداع الطفل المتعدي على فرد شرطة المرور إحدى دور الملاحظة، وحبس من كانوا في صحبته احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.
«مينفعش تشوف غلط وتسبيه»، كلمات الرئيس السيسي منذ وقت سابق، تحدث فيها عن الفساد الكبير المنتشر في مصر قائلًا إن مصر تجابه الفساد بكل أشكاله وصوره من خلال الرقمنة ودعم المؤسسات التي تكافح الفساد، مشددا على أن مصر لن تسمح بالفساد والفاسدين فيها.
وأضاف الرئيس، إن ضعف الإدارة فساد، وعدم القدرة على العمل الجيد فساد، وضعف التعليم فساد ، والإرادة السياسية الضعيفة أو المترددة فساد، مضيفا «أن الفساد هو تخريب للقدرات، فلو الإرادة السياسية الموجود في الدولة فعلا لديها قناعة حقيقية بأنها تواجه، ستقوم ببذل كل الجهد المؤسسي لمحاربة الفساد».
وأكد الرئيس السيسي، أن مكافحة الفساد إرادة القيادة السياسية وإرادة الدولة بألا تسمح لفاسد أن يكون موجودا، ولا تأتي بأشخاص غير قادرين على الإدارة والقيادة.
في النهاية يأمل الشعب المصري، أن تنتهي مهازل «انا ابن فلان»، في القريب العاجل، ويطبق القانون على المخطيء دون استثناء.