كتب محمدالزهرى:
أكدت “دار الإفتاء المصرية” أن الإسلام لا يمنع السياحة ، ولا يعتبرها منالمحرمات ؛ لأن السير في الأرض للتجارة والصناعة ، وتبادل المنافع ،والتعرف على البلدان والشعوب أمر طيب ومحمود ، أمرنا الله سبحانه وتعالى به، فيقول: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللهواذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) ، ويقول تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائللتعارفوا) . وأوضحت “الدار” – في ردها على إحدى الفتاوى المتشددة التي أطلقتها بعضالمواقع التكفيرية – والتي رصدها “مرصد دار الإفتاء المصرية” الذي تمإنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيري والمتشدد – أن رؤية المعالم السياحيةوزيارتها ورؤية عظمة الحضارة الفرعونية والإسلامية وغيرها قد يكون فيهاتحفيز للناس ، للتفكر في الأمم السابقة ؛ واتخاذ العبر منهم ، وكذلك للحثعلى العمل والتقدم ، ولذلك يقول الله تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا) . وأضافت “دار الإفتاء” – في فتواها – أن السياحة التي هي في معنى الترويح عنالنفس ، وجهنا “النبي” – صل الله عليه وآله وسلم – إلى معناها فقال: “والذي نفسي بيده إن تدوموا على ما تكونون عليه عندي، وفي الذكر، لصافحتكمالملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة” ثلاث مرات ،ويقول الإمام “علي بن أبي طالب” – رضي الله عنه -: “روحوا عن القلوبوالتمسوا لها طرائف الحكمة فإن القلوب إذا كلت عميت“. كما تأتي مشروعية صناعة السياحة التي هي في معنى الترويح المشروع عن النفسمن كونها سببًا أساسيا في إتاحة فرص العمل للشباب ، وزيادة الدخل القوميللبلاد وتساهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني ؛ لذلك أصبح الحفاظ علىهذا المورد الاقتصادي وتنميته واجبًا دينيًا ووطنيًا ، كما يجب حمايةوتأمين السائحين ؛ لأن تأشيرة دخولهم البلاد تعتبر بمثابة عهد أمان لهم . وردت “دار الإفتاء” في فتواها على من يحرمون السياحة لارتباطها ببعضالأفعال المحرمة من قبل السائحين ، بأن هذا لا يؤدى إلى تحريم أمر مباحلذاته ، وإنما الأولى أن يقال إن السياحة في أصلها حلال ، وينبغي علىالقائمين عليها أن يجردوها من بعض الأفعال التي تعارض الشرع . وأشارت “الفتوى” إلى أن الإسلام لا يفرض تعاليمه بالقوة ولا العنف ، بلالسبيل إلى ذلك بما قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظةالحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلمبالمهتدين