أكد د. سامح على مدير مركز دراسات الشيخوخة بمدينة زويل أن معظم الناس المصريين يتوقفون عن العمل عند سن الستين مما يسبب لهم العديد من الأمراض المتوطنة، فتخسر الدولة قوى فاعلة فى الانتاج وتتكلف أيضا رعاية صحية وتمريضا.
كما أشار إلى أن المشكلة الكبرى فى مصر أنه على الرغم من زيادة معدل الأعمار بها والذى وصل إلى 71 سنة نتيجة التقدم فى الرعاية الصحية ، فإن هناك انخفاضا فى متوسط العمر الصحى بمعدل قدره 10 سنوات أقل من الموجود فى كل دول العالم. وأوضح أن هناك أمراضا مصاحبة للشيخوخة مثل السكر والقلب والسرطانات وهذه الأمراض لها علاقة بتكسير الطعام والتمثيل الغذائى، وأن السبب الرئيسى للشيخوخة يتعلق “بالمايتوكوندريا” ( الجسيمات الخيطية بالخلية) وهى المصانع التقليدية للطاقة التى تستهلك 95% من الأكسجين وتولد الطاقة اللازمة لأداء كل وظائف الجسم، فالمايتوكوندريا تستخدم الأكسجين والمواد الغذائية التى تم تكسيرها وتخلق مادة ATPالتى تعتبر عملة الطاقة، وتحدث الشيخوخة نتيجة توليد المايتوكوندريا مركبات مؤكسدة تسمى “الشقائق الحرة ” وهى مركبات كيميائية صغيرة جدا ونشطة تهاجم كل مكونات وأغشية الخلية ، فيحدث خلل فى توليد الطاقة، وبالتالى خلل فى وظائف الخلايا مما يسبب موتا مبرمجا للخلية .. وهكذا كلما زادت المواد المؤكسدة تقل المواد المولدة وتموت الخلايا. واستطاع د. سامح التقليل من هذه المواد المؤكسدة “الشقائق الحرة أوالطليقة”، من خلال بناء مضادات أكسدة على مستوى النانو تصل للمايتوكوندريا وتنزع هذه الشقوق، وأكد أن استخدام المواد المضادة للأكسدة التقليدية معظمها لايعمل لان الجسم غير مجهز لاستقبال كميات كبيرة من مضادات الأكسدة.وقد سبق أن نال براءة اختراع من أمريكا عن تركيب وطرق تخليق مركبات مؤكسدة لتقليل التهابات النظام العصبى المركزى والأمراض النفسية وفقدان الذاكرة ومتلازمات الاجهاد العصبى فى 2008. وأشار إلى أن التجارب التى أجراها حققت نتائج إيجابية على مرض الشلل الرعاش واطالت عمر الحيوانات التى أجريت عليها التجارب بنسبة 15% ، كما زادت من قدراتهم الذهنية ، وأنه يجرى العمل للتغلب على باقى أمراض الشيخوخة.
على جانب آخر، أكد د. سامح أن المشروع الأكبر فى مركز دراسات الشيخوخة ، الذى تم إنشاؤه قبل عامين ، هو التوصل لعلاج لأمراض سرطان الكبد، وقد تم اختياره نظرا لان مصر تعانى من ارتفاع نسبة الاصابة بفيروس سى ونسبة البلهارسيا وهذه الأمراض تشكل معاملات خطورة للاصابة بسرطان الكبد.
وأوضح أن مهاجمة خلايا سرطان الكبد تتم عن طريق التحكم فى أسلوب التمثيل الغذائى للخلايا السرطانية القادرة على توليد غذاء وطاقة بشكل سريع دون الاعتماد على كميات كبيرة من الأكسجين أو الدم، فتقلل الاعتماد على المايتوكوندريا وتعتمد على طريقة بديلة فى الخلية تعطيها كمية كبيرة من الطاقة بشكل سريع، وهذه الطريقة تلجأ إليها كل أنواع الخلايا ، حيث تفرز اللاكتيك أسيد ، وهومايسبب الألم عند بذل جهد بدنى عال، ولكن الخلايا العادية لاتستطيع الاعتماد على هذا الطريق لفترة طويلة لانها تزود الحامضية مما يسبب موت الخلايا، أما الخلايا السرطانية فتستمر على الطريقة البديلة لتوليد الطاقة دون أن تتأثر بزيادة الحامضية. ويعتمد د.سامح فى أبحاثه على إجبار الخلية السرطانية على الرجوع إلى الطريقة الأصلية فى توليد الطاقة بالاعتماد على “المايتوكوندريا” فى توليد الطاقة، وبذلك تموت هذه الخلايا السرطانية دون أن تتأثر باقى الخلايا، ويتم ذلك عن طريق استخدام مركبات معينة تغير أسلوب توليد الطاقة للخلايا السرطانية. وأشار إلى أنه تم تجربة العلاج على نوعين من الخلايا البشرية المعزولة من سرطان كبد بشرى، وفى خلال عامين سيتم الانتهاء من وضع علاجات لسرطان الكبد بالطرق الحديثة.