رجل كان حازمًا في إيمانه في الوقت الذي فر فيه الآخرون أو استسلموا للمحتلين، لقبه الليبيون بـ«شيخ المجاهدين، شيخ الشهداء، وأسد الصحراء»، بعد مقاومته الاستعمار الإيطالي للبلاد عام (1911 ــ 1943)، حتى تم القبض عليه في مثل هذا اليوم، ومحاكمته بالإعدام شنقًا قبل 89 عامُا.
«نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت»، عبارة من عمر المختار، أنهى بها حياته، مجاهدا ومدافعا عن وطنه، وقبل الدخول فى تفاصيل سرد ما قام به الراحل عمر المختار، جعلته بطلا قوميا عربيا، وقف فى وجه الاحتلال لتحرير وطنه طوال 20 عامًا.
ومن أبرز أقواله الشهيرة، أيضًا:
-
إن الظلم يجعل من المظلوم بطلًا، وأما الجريمة، فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
-
إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح.
-
لما حكم القاضي على عمر بالإعدام شنقًا، قهقه عمر بكل شجاعة قائلًا: «حكم الله لا حكمكم المزيف».
-
إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك.
-
سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
-
من كافئ الناس بالمكر كافئوه بالغدر.
-
كن عزيزًا وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريًا، فربما لا تأتيك الفرصة لكي ترفع رأسك مرةً أخرى.
أبرز المعلومات عن «شيخ المجاهدين»
1- ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861 ، فى زاوية جنزور بالقرب من مدينة طبرق.
2- تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور ثم سافر إلى الجغبوب، ومكث بها ثمانية أعوام للدراسة، وتحصيل العلم على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية.
3- عاش حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها، وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911، وقصفت البارجات الحربية مدن الساحل الليبي، وكان المختار مقيمًا في جالو بعد عودته من مدينة الكفرة، وبعد علمه بالغزو الإيطالي سارع إلى المجاهدين ونظم صفوفهم، حتي وصل أحمد الشريف السنوسي المجاهد الليبي، من الكفرة.
4- سافر عمر المختار في شهر مارس عام 1923 إلى مصر بصحبة على باشا العبيدي؛ ليعرض على الأمير محمد إدريس نتيجة عمله ويتلقى منه التوجيهات اللازمة فى إطار خطته للدفاع عن ليبيا.
5- مع تولى بادوليو منصب الحاكم العسكري على ليبيا في يناير 1929، تظاهر برغبته للسلام لكسب الوقت ودخل في تفاوض مع عمر المختار فى 20 أبريل 1929، واستجاب المختار لنداء السلام، وكان بادوليو على رأس الوفد الإيطالي للقائه في 19 يونيو 1929، في سيدي ارحومة، ولكن المفاوضات فشلت فى النهاية فى ظل استمرار الثورة الليبية.
6- عقب ذلك تولى جراتسياني عمله فى ليبيا، وبدأ فى اتخاذ سلسلة من الإجراءات القمعيَّة والتعسفية، فأرسل بعض المشايخ إلى سجون إيطاليا، وقرر توقيع عقوبة الإعدام على كل من يتعاون أو يتصل بالثوار وسجن معظم المشايخ.
7- في 11 سبتمبر 1931، بينما كان عمر المختار يستطلع منطقة فى ليبيا، تمكنت القوات الإيطالية من حصاره والإيقاع به.
8- فى الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار الصورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار.
9- في صباح اليوم التالي للمحاكمة، الأربعاء 16 سبتمبر 1931، اتخذت جميع التدابير اللازمة لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيات والطيران، وأحضر 20 ألف من الأهالى وجميع المُعتقلين لتنفيذ الحكم في قائدهم.
10- أحضر عمر المُختار مكبل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا، وسلم إلى الجلاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم يتحدث، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وتم تنفيذ الحكم بإعدامه شنقا.
و تمر اليوم الذكرى الـ 88 لإلقاء القبض على شيخ الشهداء، المجاهد عمر المختار، الذي ظل يناضل طوال حياته، وبات مثلاً يحتذى به فى القوة والتحمل والمقاومة من أجل الوطن والدين، والذي تمت محاكمته وإعدامه فى 16 سبتمبر عام 1931.