مقال رأي
بقلم ✍? سليمان الصواط
في ليلة من ليالي الشتاء القارص البرودة، ألحفت أبنائها بعد أن اطمأنت بأنهم قد ناموا، ثم ركنت إلى فراشها فكل عضو في جسدها محتاج أن يرتاح، ولكن هيهات !!! أن تنعم بهدوء أو راحة، فإن ما إنتابني في هذه الليلة من غثيان وشعور بالقي قد أيقضني من نومي ، لأتلمس موضع نومها لألتجي إليها، أتلمسها بيدي، شعرت بحركتي وأن خطباً ما قد ألم بي فأستيقظت من تعبها قلقه، حملتني متوجهتًا الى المصباح لإشعاله.
ولكني لم أمهلها بل تقيأتُ مبللاً ملابسها وملابسي، وضعت يدها على معدتي لتخفف عني ما ألم بي، أشعلت المصباح وأحضرت قماشا لتجفف به جسدي بعد أن خلعت ملابسي لتبدلها لي، ومن ثم وضعتني بجانبها وقد أحضرت شيئاً من الزيت الدافئ، على صدري ومعدتي لتزيلَ به أثر البرد فليس هناك في هذه الليل طبيب، ونحن لانمتلك أي شي من وسائل النقل.
وبعض الجيران مِمَّن يملكونها يغطون في نومٍ عميق يصعب إيقاظهم في مثل هذه الساعه المتأخرة من هذا الشتاء، من داخل ملابسي أكملت أمي تدليك صدري ومعدتي بهذا الزيت الساخن مع تلاوتها لشئٍ من القرآن.
بدأ الألم يتلاشى وبدأ النعاس يداعب أجفاني، متمنياً أن تبقى يدُ أمي حيث هي فإحساسي بها وبيدها احساسٌ عميق ، جعلني اغطُ في نومٍ أعمق ولكني لا أدري متى كان نوم أمي فلديها الكثير لإصلاح ما أفسدته، لكني نمت وكفى .