كتب _ د . عبد الجواد مصطفى عكاشة
كم انت وعرة في ظل هذا التشرذم و هذا الإنقسام قد بت طريقاً مزروعاً بالأشواك بعد أن غسَّلوك من دماء الشهداء و فُتح الباب لأصحاب الأهواء الذين سلكوا دروباً جانبية لا ليصلوا بنا حتى نهاية النفق بل ليدخلوا بنا من نفق إلى آخر جاعلين حياتنا كلها أنفاق .
كم أنت وعرة و شاقة في ظل هذا الربيع العربي كما يدعونه , هذا الربيع الذي أتى على مقدرات الشعوب التي كانت لنا سابقاً الداعم و المساند .
كم أنت وعرة حين نختلف على وسائل المقاومة التي تدخلنا إليك فنضل الطريق و تتشظى أهدافنا .
كم أنت وعرة حين يصبح مطلوباً من المجني عليه الإعتراف للجاني بحق كان قد سلبه سابقاً منه , حين يطلب منه أن يوقع على وثيقة تزييف التاريخ و يصبح بذلك الجاني وريثا شرعياً لماض و إن تم تزويره
كم أنت وعرة و شاقة على رجل يمضي فيك وحيداً لا يملك إلا إيمانه بالحق , الحق الضائع في سراديب أروقة الكبار , لا سند له و لا ظهر و الأخطر من ذلك أن تأتيه طعنات الأخوة و الأشقاء في ظهره .
و كم ستكونين وعرة و مقفرة عندما يتوجه الرئيس عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي أوباما و جميعنا يعرف ماذا سيطلب أوباما من الرئيس و جميعنا يعرف موقف الرئيس و الذي أعلنه مراراً و تكراراً .
أيتها الطريق الوعرة يا من رُويت سابقاً و مازلت حتى اليوم بدماء الشهداء على مختلف مشاربهم و مواطنهم , يمشي بين دروبك اليوم الرئيس عباس وحيداً فكوني أكثر رفقاً به منا , نحن الذين إذا لم نقف بجواره , نكون قد خذلناه , ونكون كمن زرع الشوك في دربه .
17 آذار هو يومك و يوم الرئيس عباس و في هذا اليوم أتمنى أن نسمو بخلافتنا و نضمد جراح بعضنا البعض و نعيد للبوصلة إتجاهها , فنكتب التاريخ من جديد بحروف كلها أمل و ثقة بالنصر
فلنجعل يوم 17 من آذار موعدنا في كل بقاع الأرض و لنسمعها للقاصي و الداني
فلسطين عربية ,فلسطين عربية و لا و ألف لا لتزوير التاريخ و ليهودية الدولة
و لنسمع العالم أجمع بأن حق العودة لا تمن به أمريكا أو غيرها علينا لأنه حق شخصي لا يسقط بالتقادم .
لنصرخ و لنسمع العالم صرختنا أن القدس عربية و أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية و لا بديل عنها
و لنقل للرئيس عباس على هذا فامض وقاتل و نحن معك من أمك و من خلفك
عن يمينك و عن يسارك ماضين مقاتلين بك و معك