كم كانت سويعات الانتظار تؤلم يا حبيبي!
كتبت: رزيقة سلامة الجزائر
السراب
أذكر صورتك ذات مساء عندما كنت أقلب صفحة هاتفي بملل، شدني منظر الحزن الذي يلف جسمك المهيب ، والغموض الذي يحجب كل حقيقة عنك ، ونظرة العشق الممزوج بمرارة الفقدان تغلف نظراتك الحادة.
كم كنت سعيدة لما نثرت ورود الحب علي وأسكرتني بعبقها الفواح، لتحقن تعاريج عقلي بهروين العشق المفتعل، لتحيله إلى كتلة من الغباء، لا يفكر إلا بك ومنك وفيك .اتساءل : كيف استطعت أحتلالي وأنا المثقلة بردائي المقدس؟ كيف وجهت أسهمك إلى حصون قلاعي المنيعة لأعري لها صدري فتنغرس فيه بعمق؟! كيف استلذت نفسي احتلالك القاسي وهي التواقة للحرية المحبوكة بخيوط العزة والكرامة؟!
أذكر عندما توقف الزمن عندك ، كم كانت سويعات الانتظار تؤلم يا حبيبي!
لهفتي كانت تسبقني إليك ، لأكون على باب الانتظار ،أذكر كم كنت شحيح الكلمات، انا احفظها وأعدها على أصابعي ، لم تكن تشبع جوعي وتروي عطشى ، بل كانت تزيد شهوة النهم
وكنت تعلم .
قيدت روحي خلف قضبان اظلعي، أبت إلا أن تطير إليك ، لتبحث عنك في فيافي العشق المبهم لتحقنها بهروينك عل وجعها يخف، لكنك خففت الجرعة لتزيد الألم ؟، كم كنت قاسيا يا حبيبي؟
كم تمنيت أن أصرخ في وجهك وألومك وأبثك حزني وألمي وضياعي، وخلتك تضع يدك على فمي ، وتجذب رأسي إلى صدرك العريض، وتلفني ذراعيك القويتين، لتنسيني وجعي، وتلتقط روحي الملقاة على قارعة الخيبة لتدسها في قلبك، الذي طالما قلت انه سكني
اليوم اتقلب على وسادتي، ورذاذ المطر ينقر ببطء على زجاج نافذتي كنقر قلبي الكسير، والليل يسدل ستاره على غرفتي، لتتجلى صورتك أمام ناظري فأبتسم فتخرزني شوكة علاقة لم تبدأ بعد.