خلال الشهور الماضية قامت الدنيا ولم تقعد، بسبب قيام قيادات إخوانية بطرح مبادرات لجسّ النبض تجاه المصالحة مع الدولة، حيث كتب جمال نصار المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان مقالا دعا فيه لذلك، على طريقة عفا الله عما سلف، وبعد 48 ساعة طرح علي فتح عضو البرلمان السابق عن الإخوان، مبادرة قريبة من ذلك، الأمر الذي اعتبره كثيرون إعادة لتكرار مراوغات الإخوان وخداعهم المستمر، ولم تنتج هذه النوعية من المبادرات سوى صب المزيد من النقمة على الإخوان، ليس لأنها جاءت في غير أوانها فقط، بل لأنها عززت تناقضات الإخوان.
هكذا يبدو حال السلفيين، حيث يحاول حزب النور أن يكون حزبا وطنيا وداعما للسلطة في مواجهة الإرهاب، بينما خرجت عناصر أخرى، تابعة للسلفية بخطاب تحريضي معاد لكل ما هو وطني، ويسير في اتجاه التناقض أيضا.
فقد فاجأت ما يسمى بـ “الحبهة السلفية” المصريين في االعام الماضى ، وأصدرت بيانا وصفه كثيرون بـ“التحريضي” دعت فيه للقيام بثورة إسلامية في 28 من نوفمبر ، على الطريقة الإيرانية، واختارت الجبهة اسم “انتفاضة الشباب المسلم” عنوانا للثورة المزعومة، التي تهدف إلى رفع راية الشريعة كما جاء في البيان. وقد تضمن بيان الجبهة السلفية 13 بندا، بينها الشرعية قضية جوهرية في حياة أي مسلم صادق، واعتبروها قضية أصيلة في الصراع الحالي ونقطة تلاقي للشباب الحريص على نصرة دينه،
واعتبروا دعوتهم مفتوحة للجميع للنزول إلى الشوارع. يبدو أن الانتقام والتضليل والمراوغة جزء أصيل في تحركات السلفيين، وذلك تنفيذا لمخططات تسعى إلى إسقاط الدولة المصرية وإعادة الاستحواذ على السلطة من خلال أشكال أخرى لها نفس الروح والأهداف والأدوات. ذلك أن بعض التيارات الإسلامية تؤمن بالتنظيمات وأخرى تؤمن بالعنف، لكن في النهاية يصب الجميع في خانة الإخوان والعنف المسلح المنظم والممول
فالجماعات الإسلامية المتطرفة تشترك في لغة لا تخرج عن العنف وتدعو إلى الهوية الإسلامية وهو ما يعمل على هدم فكرة الإخاء بين أبناء الوطن الواحد. وهذا معروف داخل سياقات المرجعية الإسلامية عموما وخاصة الإخوان والسلفيين.
واخيرا أن الدعوة الإسلامية الصحيحة هى التى تعتمد على التواصل وحسن الجوار والمعاملة الطيبة لأن الدين المعاملة كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الأديان والعقائد فهى لله وحده.
أيها الشعب المصري اسمعوا وعوا .. وإذا وعيتم فانتفعوا ..احذروا شياطين الارض سلفين مصر .