صرح الدكتور عبد المنعم سيد بشندى أستاذ الميكروبيولوجيا بالمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع، أن مصر تعد أول دولة عربية وإفريقية وشرق أوسطية تقوم بإنتاج وتعقيم النسيج المشيمى باستخدام الإشعاع، والذى يتم الحصول عليه من الأم بعد الولادة مباشرة والمسئول عن تغذية الجنين خلال نموه داخل رحم الأم خلال فترة الحمل.
وقال بشندى، فى تصريح له اليوم الأحد، إن هذا النسيج المشيمى يستخدم فى علاج قرح الفراش والقدم السكرى والحروق حتى الدرجة الثالثة والتشوهات الجلدية دون استخدام أى معالجات أخرى، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه فى حالات علاج القرح وترقيع قرنية العين، وتم استخدامه حديثاً فى علاج بعض حالات العقم لدى النساء، مشيراً إلى أن هذا يرجع لكون هذا النسيج هو الأقرب من حيث التركيب للخلايا المكونة للطبقة الخارجية لجلد الإنسان والمعروفة باسم”الابيدرميز”.
وأضاف أنه لا توجد أى موانع لاستخدام هذا النسيج فى الأغراض العلاجية المختلفة لعدم وجود أى آثار جانبية غير مرغوبة إلى جانب قلة تكلفته، حيث لا يتجاوز سعر القطعة الواحدة مبلغ جنيه واحد فقط وكلما زاد الإنتاج قلت التكلفة، لافتاً إلى أن الفكرة تعتمد على الحصول على المشيمة بعد الولادة مباشرة من أم سليمة غير مريضة بأى من الأمراض المعدية مثل الإيدز والالتهاب الكبدى الوبائى والسيلان، وأن تكون أتمت فترة الحمل كاملة، حيث تتم إجراءات إنتاج النسيج دون الحاجة إلى أى كيماويات أو إضافات ويمكن حفظ وتخزين النسيج لمدة 5 سنوات من تاريخ الإنتاج عند درجة حرارة الغرفة.
وتابع أن فكرة استخدام الغشاء المشيمى فى هذه الأغراض بنيت على أساس وضعه على المكان المصاب لتقليل عدد الميكروبات داخل الجرح وتقليل حدة الألم للمريض وفقد السوائل من الجروح إلى جانب قيامه بتجديد وتكوين نسيج جديد للمريض ويحسن من الحالة النفسية للمريض وينشط طبقات جلد المريض فسيولوجيا، مشيراً إلى أن استخدامه فى هذه الحالات أفضل من استخدام الجلد نفسه.
وذكر أن مشروع إنتاج وتجهيز الغشاء المشيمى بدأ فى يوليو 2004 بهدف إنتاج غشاء “امينوس” آدمى محمل على طبقة من الشاش الطبى بمساحات مختلفة ويتم تغليفه بغلافين من البلاستيك وورق الألومنيوم وتعقيمه بالإشعاع وبناء عليه تم إنشاء معمل مجهز بجميع الأجهزة والأدوات اللازمة لتحضير وتجهيز هذه الأنسجة ومعالجتها بالإشعاع وتم الاتفاق مع بعض المستشفيات التعليمية المتخصصة فى مجال النساء والتوليد على تجميع النسيج المشيمى تحت رعاية أطباء وأساتذة متخصصين فى هذا المجال.
ولفت إلى أن هذا المشروع جاء بعدما تم إنشاء وتجهيز معامل لإنتاج وتعقيم مثل هذه الأنسجة تحت رعاية هيئة الطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية فى عام 1999 حيث تبنت الوكالة فكرة إنشاء وتجهيز الكثير من بنوك الأنسجة فى العالم منذ عام 1989 كإحدى الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وقامت بنشر هذه الفكرة ومساعدة الدول المختلفة ومن بينها مصر فى إنشاء وتجهيز بنوك الأنسجة، وتدريب الباحثين العاملين فى هذا المجال، وإرسال خبراء لتدريب القائمين على تأسيس تلك البنوك والعمل داخلها لاكتساب الخبرة.