متابعه اخباريه : محمد جمال عبدالقادر ومحمد عبدون
نفذو العملية تخفوا فى زى صيادين وكان بحوزتهم أجهزة مراقبة متطورة.. واستنفار أمنى غير مسبوق بدمياط الجديدة ورأس البر.. و«صالح»: الميناء يعمل بمعدلاته الطبيعية ويستقبل أكبر سفينة حاويات صينية
قالت مصادر خاصة إن التحريات الأولية حول حادث استهداف لنش تابع للقوات البحرية فى عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد 40 ميلاً بحرياً شمال ميناء دمياط، وبعد التحقيقات مع الـ32 مسلحاً من المتورطين فى الحادث الذين ألقى القبض عليهم، كشفت أن مخابرات إحدى الدول الأجنبية خططت للحادث وقدمت الدعم «اللوجيستى» للمجموعة الإرهابية التى نفّذت العملية، ويبلغ قوامها أكثر من 55 مسلحاً استخدموا 4 بلنصات لتنفيذ العملية.
و أن العمل «إرهابى» وليس مجرد اشتباك من «مهربين» مع القطع البحرية، خصوصاً أن المهربين، سواء «مهربى البشر أو المخدرات أو غيرهما» لا يشتبكون مع القوات بسبب ضعف تسليحهم فى الأساس، علاوة على أنهم يستخدمون مراكب غير قادرة على أى مواجهة مع أصغر لنش بالقوات البحرية المصرية.
وقالت إن العملية تم تنفيذها بدراسة وبخطة من مخابرات دولة أجنبية تولت تدريب المجموعة المنفّذة، وتوفير البلنصات والأسلحة لهم بعد دعمهم مالياً، موضحة أن منفذى العملية تخفّوا فى زىّ صيادين، وكان بحوزتهم أجهزة مراقبة متطورة لرصد تحرك القطع البحرية المصرية. وأشارت المصادر إلى أن تنفيذ العملية بدأ فى حدود الخامسة فجر أمس الأول، حيث كان اللنش المصرى يقوم بمهمته التأمينية، فحاصره مسلحون على 4 بلنصات، وأطلقوا النار بكثافة من أسلحة ثقيلة تجاه اللنش الذى لم يتعد طاقمه 13 ضابطاً وجندياً مصرياً، ورغم ذلك واجهوا المسلحين بكل بسالة ورفضوا ترك اللنش رغم اشتعال النار فى جزء منه، وظلوا يبادلون المهاجمين إطلاق النار حتى وصل إليهم الدعم من القوات البحرية والجوية فى أسرع وقت، ليتم التعامل مع الموقف، وتتمكن القوات من القبض على 32 من المسلحين وتصفية أغلب العناصر المتبقية من المسلحين.
وأكدت المصادر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، يتابعان تطورات الحادث لحظة بلحظة، وأن هناك لجنة من القوات المسلحة تولت دراسة ملابسات الحادث لرفع تقرير بها فى أقرب وقت. وأوضحت أن القوات البحرية لديها مهام محددة وواضحة، وهى حماية الأهداف الحيوية فى البحر، إضافة إلى تأمين مصر من أى تهديدات قادمة من الساحل، سواء من أعمال التهريب المستمرة أو إحباط محاولات الهجرة غير الشرعية أو الأعمال الإرهابية التى تشهدها المنطقة فى الآونة الأخيرة. وأضافت: هناك حقول للبترول والغاز قريبة من الساحل تبعد عن دمياط بـ40 ميلاً بحرياً داخل المياه الاقتصادية الإقليمية، وتعد تلك أهداف بحرية، وأثناء قيام إحدى وحدات لنشات المرور السريع بأعمال التأمين فى تلك المنطقة تلاحظ وجود 3 بلنصات صيد داخل المياه الاقتصادية، وأطلقت قوات التأمين باللنش السريع التحذيرات لمراكب الصيد حتى يخضع ركابها لأعمال التفتيش المعتادة، نظراً لقربهم من منطقة حقول غاز وبترول، ولكنهم فوجئوا بالعناصر الموجودة بالمراكب الثلاثة يطلقون القذائف تجاه اللنش الذى اشتبك معهم، وتبادلوا إطلاق النيران.
وتابعت المصادر: من الممكن أن تكون تلك العناصر جاءت من داخل مصر، نظراً إلى قربها من الحدود المصرية من أى دولة أخرى، ولكن المرجّح على الأكثر أن تكون عناصر غير مصرية تسللت إلى البلاد ونفذت تلك العملية الإرهابية، بعد الحصول على تدريب عالى المستوى، حيث إن لنشاً من وحدات المرور السريع -الذى يصنّع فى مصر حالياً- لا بد من تدريب عسكرى لمهاجمته وإلحاق أضرار وخسائر كبيرة فى الأرواح أو تحقيق إصابة مباشرة للنش.
وحول كيفية دخول الأسلحة التى استخدمتها العناصر الإرهابية فى مهاجمة «اللنش البحرى»، قالت المصادر إن السلاح يجرى تهريبه إلى داخل مصر من ليبيا وسوريا خلال الفترة الماضية، وإن مصر دخلت إليها أسلحة متطورة يستخدمها عناصر الجماعة الإرهابية (الإخوان) تحت مسميات مثل جماعة «أنصار بيت المقدس»، مؤكداً أن تلك الجماعات تتبع «الإخوان» وتنفذ تلك العمليات لإسقاط الجيش المصرى، وتعطيل حركة التنمية التى تقوم بها الدولة. وكان العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، أعلن فى بيان صباح أمس، أن الحادث الإرهابى أمام سواحل مدينة دمياط، أسفر عن تدمير 4 قوارب مسلحة بما فيها من عناصر إرهابية، إضافة إلى القبض على 32 فرداً من طاقمها. وقال إن عمليات البحث والإنقاذ أسفرت عن نقل 5 مصابين من عناصر القوات البحرية إلى المستشفيات العسكرية، لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وما زال هناك 8 أفراد فى عداد المفقودين، وجارٍ البحث عنهم. وأوضح المتحدث العسكرى أنه تجرى حالياً عمليات تمشيط ومسح كاملة لمنطقة الاشتباكات، وأن الجهات الأمنية المعنية تتولى التحقيق مع العناصر الإرهابية المقبوض عليها.
فى سياق متصل، شهدت مدينتا دمياط الجديدة ورأس البر استنفاراً أمنياً غير مسبوق، فيما تجمع عدد من أهالى الصيادين وأصحاب سفن الصيد بمنطقة التل، بجوار مسجد السلام بمدينة عزبة البرج، صباح أمس، وذلك بعد تردد شائعات عن أن أبناءهم لقوا مصرعهم فى حادث استهداف لنش البحرية، وهو ما نفاه مصدر أمنى بمحافظة دمياط، مؤكداً عدم وقوع أى إصابات أو قتلى بين أبناء الصيادين، وأن الأمر خاص بالتعامل مع مجموعة إرهابية.
وتجرى حالياً عمليات تمشيط ومسح كامل لمنطقة الاشتباكات، ورجّح العقيد متقاعد بالقوات المسلحة عادل عبدالحليم، أن ما حدث أمس قد تكون وراءه عملية هروب جماعى لإرهابيى سيناء، ولكن بعد «كماشة القوات المسلحة» على سيناء وعدم وجود أنفاق للعبور إلى غزة، حاول هؤلاء الهروب بحراً إلى غزة عبر سواحل دمياط. وأكد «عبدالحليم» أن ما قامت به القوات البحرية فخر للمصريين جميعاً ورسالة إلى العالم أكمله بأن «الجيش المصرى يقظ ولن تفلح معه أى محاولات لاختراق الحدود المصرية. فيما تحولت صفحة الشهيد الملازم أول بحرى محمد صلاح الصواف، أحد شهداء الهجوم على اللنش، إلى دفتر عزاء ليسجل أصدقاؤه ترحمهم عليه، مادحين خلقه، مؤكدين أنه رفض بصحبة زملائه الهروب من اللنش حتى بعد إضرام النيران به حتى لقى مصرعه، مؤكدين أنهم لن يرضوا إلا بالثأر لكل جندى يموت دفاعاً عن وطنه.