كتب _ عبد حامد
فرانكلن ديلانو روزفلت الذي انتُخب رئيساً للولايات المتحدة أربع مرات من عام 1933 إلى عام 1945، وهي من السنوات الأكثر اضطراباً في تاريخ الولايات المتحدة، كان الصورة الحقيقية للقائد القوي. أُخفي عن عامة الشعب أن روزفلت كان ضحية لشلل الأطفال، ولا يستطيع أن يسير على قدميه. لم يتم تصويره أبداً تقريباً وهو جالس في مقعده المد ولب.
بالرغم من أن المواقف تجاه الإعاقات قد تغيرت بصورة دراماتيكية في الوقت الذي تمّ فيه تدشين التمثال التذكاري لفرانكلن ديلانو روزفلت في واشنطن العاصمة في عام 1997، غير أن تمثال الرئيس السابق صوّره وهو يرتدي معطفاً كبيراً يحجب بالكامل تقريباً الكرسي المدولب الذي يجلس عليه.
يقول مايكل ديلاند، رئيس المنظمة القومية للإعاقة، “شعرنا أنه من غير اللائق أن نجعل أطفال المدارس للسنوات القادمة يمرون بهذا التمثال دون أن يكون لديهم شعور بأن روزفلت قاد بلاده عبر فترة الكساد الكبير والانتصار في الحرب العالمية الثانية وهو على كرسي مدولب.”
أطلق ديلاند، بمساعدة الرئيس الفخري للمنظمة الرئيس السابق جورج اتش دبليو بوش، حملة لجمع الأموال لصنع تمثال ثانٍ أكثر صدقاً للرئيس روزفلت. حققت المنظمة أول تبرع بقيمة 378.50 دولارا من حملة لبيع المعجنات قامت بها مجموعة من أطفال المدارس في نيو جيرزي، وانطلقت لتجمع 1.65 مليون دولار أكثرها من متبرعين شخصيين. في عام 2001 تمّ تدشين التمثال الثاني لروزفلت ويظهره وهو جالس في الكرسي المدولب الذي صممه واستعمله في كل يوم. أقيم التمثال على مستوى الأرض للتمكن من الوصول إليه بسهولة. الأطفال يتجمعون حوله ويجلسون في حضن الرئيس البرونزي.
يستطيع الناس الذين يستعملون المقاعد المدولبة الوصول إلى التمثال ولمسه وقراءة الكتابة على الجدار خلفه المطبوعة أيضاً بأحرف بريل.
يقول ديلاند: “اللازمة التي تتكرر دائماً تأتي من أشخاص متقدمين في السن يعانون من إعاقات أو من أساتذة أو أهالي يقولون للأطفال: “أنظروا، روزفلت قاد هذه البلاد من على كرسيه المدولب. يمكنكم تحقيق أي شيء تريدونه حتى لو كنتم معوقين.”