كتبت نجلاء المصري بعد فشل الحروب الصليبية فى استرداد القدس، قرر الغرب العمل بجدية من أجل التعرف على خصال الشعوب الإسلامية، وطبيعة الدين الذى تؤمن به ويجعلها تستميت فى الدفاع عن مقدساتها وهكذا بدأ الدبلوماسيون المعتمدون فى مصر تحديدا بإعادة اكتشاف المصريين وعاداتهم وطقوسهم، فأقدم الدبلوماسى الفرنسى “دى ريير” على ترجمة القرآن الكريم، مستثمرا إقامته الطويلة فى مصر وإتقانه للغة العربية، وقد ظهرت الطبعة الأولى من هذه الترجمة عام 1647 فى باريس تحت اسم “قرآن محمد”، وفى أقل من خمس سنوات ترجم القرآن إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والأسبانية، وراح المثقفون والسياسيون الأوربيون ينهلون من ترجمة القرآن حتى يكونوا صورة شاملة عن الإسلام والشعوب التى تؤمن به، وحين قاد نابليون حملته العسكرية على مصر عام 1798 أحضر معه نسخة مترجمة من القرآن.