كتب محمد الزهرى:
أصدرت “هيئة كبار العلماء” بالأزهر الشريف – اليوم – بيانا ، على خلفية اللغط الذي يدورُ في بعضِ وسائل الإعلام حولَ موقف الأزهر الشريف من عرض الأعمال الفنيَّة التي تُجسِّدُ الأنبياءَ والمرسلين – عليهم الصلاةُ والسلام – .
وأوضحت “الهيئة” مجموعة من الحقائق التي أرادت أن تتوجه بها إلى الأمة ، من أهمها:
التأكيد على أن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعًا تجسيدُهم في الأعمال الفنيَّة ؛ لأنَّ الأعمال الفنيَّة إنما تسعى لتجسيد الواقع ، بينما حياةُ الأنبياء وسِيَرُهم فيها من الوحي والإعجاز والصلات بالسماء ما يَستحِيلُ تجسيدُه وتمثيلُه ؛ ومن ثَمَّ فإنَّ تجسيدَ الأنبياء والرُّسل فيه إساءةٌ مُحقَّقةٌ إلى سيرتهم وحياتهم .
وإنَّ الأزهر الشريف – بنصِّ الدستور – هو القائم على بيان الرأي الشرعي فيما يتعلَّقُ بالفكر والثقافة والاجتماع والاقتصاد ؛ ولذلك فلا بُدَّ للأزهر من القيام بواجبِه إزاءَ ما يُثار في هذه الميادين.
ومن هذه الحقائق ، الأزهرَ ليس سلطةَ منعٍ ولا مُصادرةٍ، وليس ذلك من صلاحياته ولا اختصاصاته؛ فالأزهر يقومُ بواجبه في إبداء الرأي الشرعي ؛ وفاءً لرسالته ، واستجابةً لتطلُّع الأمَّة إليه كمرجعيَّةٍ أولى للشريعة في عالم الإسلام .
وأنَّ ما تُردِّدُه بعضُ الصحف من أنَّ بعض علماء الأزهر نادَى بحرق السينما التي تَعرِضُ فيلم سيدنا نوح – عليه السلامُ – أمرٌ يَرفضُه الشرعُ الشريف ويَرفضُه الأزهر بكافَّة هيئاته العلميَّة.
الجدير بالذكر ، أكدت “هيئة كبار العلماء” على أن ما سبق يمثل موقف الأزهر ، كى لا يَسترسِل البعضُ في إثارة اللغط حولَ هذا الموضوع ، أو محاولة تشويه رأي الأزهر الشريف والتطاول عليه .