انضمت أكبر سلاسل لمتاجر السوبر ماركت في السعودية هذا الأسبوع إلى مقاطعة متنامية للواردات التركية اقترحها رواد أعمال وسعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك مع تمدد التوتر السياسي إلى التجارة بين القوتين الإقليميتين.
وتركيا والسعودية على طرفي نقيض منذ “الربيع العربي” لعام 2011 بسبب دعم أنقرة لجماعات سياسية إسلامية متطرفة.
وأصدرت أسواق العثيم ومتاجر الدانوب وأسواق التميمي وشركة بنده للتجزئة بيانات تعلن فيها التوقف عن توريد السلع التركية بمجرد بيع المخزونات الموجودة لديها.
وقالت أسواق العثيم في بيان على حساب الشركة على تويتر “قادتنا وحكومتنا وأمننا هم خط أحمر لا يقبل المساس”.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة السعودية إن السلطات لم تفرض أي قيود على السلع التركية.
لكن في مقاطعة غير رسمية في ما يبدو لواردات البضائع التركية، شوهدت لافتات في بعض متاجر التجزئة في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي تحث الزبائن على عدم شراء السلع التركية.
وفي تركيا، قال مصدرون إنهم عانوا من صعوبات متزايدة مع السعودية، لكنهم واجهوا مشاكل أقل مع الإمارات، مركز التجارة الإقليمي، والتي تعارض أيضا السياسة الخارجية التركية في المنطقة.
وقال فيردي أردوغان رئيس اتحاد منتجي مواد البناء في تركيا “الأمر مستمر منذ عام، لكن الضغط على رجال الأعمال في السعودية كي لا يشتروا (المنتجات) المصنوعة في تركيا ازداد في الآونة الأخيرة”.
وفي العاشر من أكتوبر حثت ثماني مجموعات أعمال تركية رائدة السعودية على التحرك لتحسين العلاقات التجارية.
وقالت هذه المجموعات، ومنها مصدرون للمنسوجات ومقاولون، في بيان “أي مبادرة رسمية أو غير رسمية لعرقلة التبادل التجاري بين البلدين سيكون لها تداعيات سلبية على علاقاتنا التجارية وستلحق الضرر باقتصاد كل من بلدينا”.
وفي 2019، ارتفعت قيمة الصادرات التركية إلى المملكة إلى حوالي 3.1 مليار دولار. ومنذ بداية العام الحالي، لم تظهر بيانات التجارة التركية أو السعودية تراجعا كبيرا غير معتاد في التبادل التجاري.
وكانت تركيا في الربع الثاني من العام تحتل المركز الثاني عشر بين الشركاء التجاريين للسعودية على أساس القيمة الكلية للواردات. وتُظهر أحدث البيانات أن قيمة واردات السعودية من تركيا بلغت نحو 185 مليون دولار في يوليو، ارتفاعا من 180 مليون دولار تقريبا في يونيو الماضي.
وما زال بعض السعوديين يرون قيمة في التجارة بين البلدين حتى مع تبادل مسؤولين أتراك وسعوديين وإماراتيين انتقادات حادة في ما يتعلق بالصراع في ليبيا ودعم أنقرة لقطر في الخلاف بينها وبين دول خليجية أخرى.
وقال عبيد العصيمي “كمستهلك أرى أن المنتجات التركية الكواليتي (الجودة) بها مرتفعة وممتازة والسعر معقول”، مضيفا أن المقاطعة قد تلحق ضررا بالمستهلكين السعوديين لأنها ستقيّد خياراتهم.
وكانت المغرب بدورها قد راجعت اتفاق التبادل التجاري مع أنقرة خلال الأيام القليلة الماضية نظرا للخسائر التي تسبب فيه الغزو التركي للأسواق المحلية المغربية.
وقررت الحكومة المغربية فرض المزيد من القيود على المنتجات المصنعة في تركيا لمدة خمس سنوات، كما فرضت الرباط قيودا صارمة على سلاسل المتاجر التركية في المغرب، وحذرت من إغلاقها حال عدم الالتزام بتلك القرارات التي تتخذها لتشجيع الصناعة المغربية.
وبمقتضى الإجراءات الجديدة ترتفع الرسوم الجمركية على المنسوجات التي تحمل أختاما تركية بنسبة 90 في المئة.