ملك”، الطفلة التي لم تتجاوز سن السابعة، تعرضت للضرب والتعذيب المتواصل لمدة خمسة أيام داخل منزل والدها. تم احتجازها كأنها في حبس انفرادي، حيث فشل والدها في تقديم العناية اللازمة لها بعد أن تعرضت للإساءة الجسدية والنفسية.
الأب وجد صعوبة في البحث عن حلاً لمشكلته وقرر الاتجاه إلى صاحب محل بقالة وتقديم قصة غير صحيحة تفيد بأن ابنته قد وقعت وجرحت نفسها في البلكونة، يريد منه وصفة طبية لتخفيف آلامها. ولكن عند نقل الفتاة إلى المستشفى بعد اكتشاف الحقيقة، أكد الأطباء وفاتها ووجود شبهة جنائية، ليفاجأ الجيران بحضور كثيف للشرطة التي استمعت إلى رواياتهم حول الحادثة، حيث أكدوا أنهم كانوا يسمعون باستمرار استغاثات الطفلة الصغيرة، وأمها روت أن زوجها ارتكب جريمته بحق طفلتهما بسبب خلاف حول سرقتها لقطعة من الحلوى من مخبز محلي، ومحاولاتها الهروب والتسول في الشوارع.
الطفلة التي لم تبلغ من العمر سبع سنوات كانت تتسول لتأكل رغيفًا من الخبز أو قطعة حلوى من محل مخبز قريب من منزلها في حارة بمنطقة الوراق بالجيزة. أثارت سلوكها المشكوك فيه انفعال والدها الذي قام بتعذيبها بوحشية بعد اكتشافه سرقتها للحلوى والمشاجرة معها، مما أدى إلى وفاتها بعد تعرضها للعنف الشديد.
صاحب محل البقالة “عبدالمنعم” يروي تفاصيل مروعة حول الجريمة التي وقعت بحق الطفلة “ملك”، حيث حضر المتهم إلى المحل قبل عدة أيام في وقت متأخر من الليل وطلب وصفة طبية لعلاج كدمات جسد ابنته. عندما طلب منه صاحب المحل أن يأخذها إلى أحد الأطباء لفحصها، اختلق المتهم رواية كاذبة قائلاً إنه خالها قد اعتدى عليها وضربها سابقاً. ثم سأل الأب عن حالة ابنته، فأجاب بأنها وقعت من البلكونة أثناء وقوفها.
اليوم التالي، سأل صاحب المحل الأب مرة أخرى عن حالة ابنته، وعندما نفى وجود أي ترجيع لديها، قال له إنها ستكون بخير. إلا أن الصدمة كانت كبيرة حين اكتشف الأم والشرطة الحقيقة بعد نقل الفتاة إلى المستشفى ووفاتها.
كاميرات المراقبة في المحل رصدت الحوار بين صاحب المحل والمتهم وأظهرت الحالة الثابتة نفسياً للمتهم. تشير التحقيقات إلى أن المتهم احتجز ابنته وعذبها حتى الموت وترك جثتها تتحلل. الأم كانت على علم بالأمور بعد اتصاله بالهاتف ولكنها لم تكن تعرف حجم الفظائع التي ارتكبها حتى رآت ابنتها بنفسها.
سكان المنطقة تشهدوا على سماع صراخ وبكاء الطفلة “ملك” بشكل متواصل، وكانوا يرونها تقف في البلكونة تصرخ بأنها لا تستطيع تحمل المزيد من العذاب. الجريمة خلفت حزناً وغضباً كبيرين بالمنطقة، حيث أبدت النساء غضبهن وأكدن أنهن لو شهدن الأب واجهنه بأسنانهن. تم توجيه الاتهامات للمتهم وتشكيل فريق أمني للبحث والقبض عليه.