أثارت التصريحات الأخيرة لعاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، حالة من الارتباك داخل الجماعة، خاصة بعد تصريحاته المطالبة بحل حزب البناء والتنمية، والتى أساء من خلالها أيضا للدعوة السلفية وحزبها السياسى “النور” وبالأخص الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية الذى نال النصيب الأكبر من تطاول “عبد الماجد”.
وطالب أسامة حافظ رئيس الجماعة مجلس شورى الإسلامية، عاصم عبد الماجد الهارب خارج البلاد بالتوقف عن التصريحات السياسية والاكتفاء بالتصريحات المتعلقة بالعلوم الشرعية فقط، فيما أعلن عبد الماجد استجابته لرئيس شورى الجماعة الإسلامية، مؤكدا فى الوقت ذاته ان حزب النور “على رأسه بطحة”- على حد قوله.
وقال حافظ فى تصريح له عبر صفحته على “فيس بوك”: “الشيخ عاصم لمن لا يعرفه عن قرب أحد العلماء المبرزين فى الجماعة الإسلامية”، مضيفا:”أقول هذا بمناسبة قدوم شهر رمضان وأملى فى أن ينشط عاصم بتصريحات العلمية فقط لنستفيد بها هذا الشهر منه وليدع السياسة فى هذا الشهر فهى أمور يحسنها الجميع والإكثار منها يقسى القلوب”.
وبدوره أعلن عاصم عبد الماجد استجابته لتصريحات رئيس الجماعة الإسلامية، قائلا: “أسامة حافظ بعد أن أثنى على العبد الفقير ثناء مبالغا فيه لا أستحق عشر معشاره، يطالبنى بالانشغال بالدعوة ونشر العلم فى رمضان بدلا من المعارك الفكرية الدائرة، ولا حيلة لنا فى مخالفة فضيلته فى رمضان إلا أن تكون ثمة ضرورة ملحة”.
وأضاف: “من الضرورة مثلا أن أكتب بلا تخصيص ولا تعيين ولا تسمية أنه لا يجوز تولية الكافر، فيكتب أحد أعضاء حزب النور وكأن على رأسه بطحة، ويظن المسكين أنه أفلت من ارتكاب الكبيرة بهذه الكلمة”.
وقال”عبد الماجد”: “إنما مثل هذا المسكين كمثل من قيل له لا يجوز شرب الخمر، فشربها وهو يصيح أنا لا أحرم الخمر، وياسر برهامى فى كتبه وتسجيلاته يؤكد كفر من شرع تشريعا عاما يخالف الشرع الرباني”.
وأضاف: “الجهمية يرون الإيمان هو معرفة القلب فقط وأن الكفر هو الجهل بالرب فحسب، فمن عرف ربه بقلبه صار مؤمنا عندهم ولا يخرج من الإيمان ولو تكلم بكل كلمات الكفر وفعل كل المكفرات، فهنيئا لكم مذهب الجهمية هو لائق بكم أيها المبتدعة”.
من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، والخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تصريحات عاصم عبد الماجد أحدثت فتنة كبرى داخل الجماعة بسبب هجومه على جميع احزاب التيار الاسلامى سواء السلفيين أو غيرهم، وتصريحاته المؤيدة لتصرفات تنظيم داعش وهو ما تسبب فى حرج شديد لقيادات الجماعة الإسلامية داخل مصر.
وتوقع الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تأن تتجه الجماعة الاسلامية لاتخاذ إجراءات ضد عاصم عبد الماجد حال استمراره فى إصدار تصريحات سياسية تورط الجماعة مع حلفاءها، لذلك خرجت المطالبات بوقف تصريحاته السياسية قبل شهر رمضان.