كتب _الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة
اليوم ودعت مدينة جنين الفلسطينية ثلاثة شبابٍ من خيرة شبابها بعد أن كرموا أمهاتهم أمس في يوم و لا نعلم هل أهدوهن الزهور أو القبلات و التي أمست قبلات وداع .
ودعت جنين شهداءها الذين ارتقوا إلى العلى نتيجة عملية اغتيال جبانة قامت بها قوات الاحتلال الفاشي الصهيوني . هذه العملية الجبانة التي أتت في توقيت تشهد فسه العملية التفاوضية فشلا ذريعاً و بعد رفض الرئيس عباس للضغوط الأمريكية عليه اثر لقائه بالرئيس أوباما .
هدف العملية الجبانة المعلن كما صرحت بذلك قوات الاحتلال هو القضاء على هذه المجموعة و التي كانت حسب ادعائه تخطط لعملية ضد قواته و لكن هذا الكلام كله زورا وبهتاناً و في مقال سابق لي منذ أيامٍ معدودة حذرت من قيام قوات الاحتلال باستدراج المقاومة الفلسطينية إلى حيث يريد الاحتلال حتى يصل إلى هدفه الحقيقي و هو اجتياح للضفة يتبعه حصار للرئيس عباس ينتهي بنهاية الرئيس . إنه نفس السيناريو الذي اتبعته مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد عودته من كامب ديفيد .
فلسطينياً كلنا يدرك أهداف هذا العمل الجبان و قد طالبت في المقال السابق بوضع استراتيجية موحدة للمقاومة نستطيع بها افشال المخططات الصهيونية .
اليوم ودعت جنين شهداءها الذين ينتمون لفصائل مختلفة بل و مختلفة سياسياً فمنهم منينتمي لفتح و منهم من ينتمي للجهاد الاسلامي و الثالث ينتمي لحركة حماس . هؤلاء الشهداء و الذين هم الأكرم منا جميعاً فرقتهم السياسة و وحدهم الدم , وحدتهم الشهادة و لكن هل كنا نحن على مستوى هذه الدماء الزكية و هذه الأرواح الطاهرة , بكل مرارة و غصة أقول لا لم نكن و قد فرطنا بهذه الدماء و خنا هذه الأرواح عندما فشلت دماؤهم في توحيد الصف الفلسطيني , عندما سقط العلم الفلسطيني عن أكفانهم ليتم تكفينهم برايات الفصائل فتباً لها من فصائل تحمل شعار تحرير فلسطين و تعمل على تعزيز بذور الفرقة و الانقسام و التي لا تصب إلى في صالح الاحتلال الصهيوني .
ستخرج هذه الفصائل غداً تسمعنا عزفها النشاذ لتدخل الدائرة التي أراد الاحتلال أن يدخلها إياها , عبر ردود فعل متهورة على هذه الجريمة تسمح للاحتلال بأن ينفذ مخططاته ويصل إلى تحقيق أهدافه . لم نسمع باجتماع فصائلي موحد للتدارس في آلية الرد على على الغدر الصهيوني و في نفس الوقت العمل على افشال ما يخطط له .كل ما سمعناه شعارات تطالب بالانتقام و متى لم نطالب بالانتقام يا سادة فقد طالبنا به بالامس و سنطالب به في الغد فهذه الجريمة كما لم تكن الأولى فلن تكون الأخيرة . من أجل ذلك لا حل أمامنا إلا الوحدة و التنسيق المشترك .
الحكومة الفلسطينية الرئاسة تتولى الجانب السياسي حيث ان مؤتمر القمةالعربية قد آن أوانه فليضع الرئيس العرب أمام مسؤولياتهم و حيث ان قمة واشنطن فشلت فلا داعي لاستمرار المفاوضات في هذه المرحلة و علينا التوجه الى مجلس الامن و المطالبة بدخول المؤسسات الدولية و منها محكمة جرائم الحرب الدولية .
هذا خارجياً أما داخلياً فالتنسيق مطلوب من الجميع و حيث ان العالم اعترف بدولة فلسطين على حدود عام 67 و بدأت أوروبا و دول أخرى بمقاطعة منتجات المستوطنات على خلفية انها مقامة على الاراضي المحتلة , و القوانين الدولية تسمح و تقر حق مقاومة الاحتلال , فلنا كل الحق باستخدام جميع اساليب المقاومة بما فيها إن لم يكون على رأسها الكفاح المسلح و العمل المسلح متناسقا مع العمل الجماهيري المقاوم و قبل كل هذا و ذاك يأتي انهاء الانقسام البغيض الذي عانى منه شعبنا كما لم يعاني من الاحتلال نفسه و إن لم نعمل على ذلك فقد خنا دماء الشهداء الذي ارتقوا الى العلى اليوم و من سبقهم و ستبقى أرواحهم الطاهرة تلعننا أين ما كنا و لن نفلح بعدهم أبداً
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار