أثبتت الممارسة البرلمانية تحت قبة مجلس النواب خلال الفترة الماضية، عن وجود ورصد عدة ظواهر سلبية أثرت على تلك الممارسة، ومثلث تحديا أمام الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، فى إدارته للجلسات، بل بعضها أصبح محل شكوى للمنصة دائما، ووصل الأمر أحيانا لاستخدام لائحة المجلس، ومن بين هذه الظواهر السلبية «ظاهرة نواب الصوت العالى».
رغم أن ظاهرة نواب الصوت العالى ليست جديدة، بل عانت منها برلمانات سابقة وأيضا رؤساء برلمانات غير أنها ظهرت بشكل كبير فى هذا البرلمان لعدة أسباب، فى مقدمتها، انعكاس الوضع السياسى العام الناتج عن ثورتى يناير ويونيو، خاصة ٢٥ يناير على أصحاب هذه الظاهرة علاوة على عدم وجود حزب سياسى حاكم يساعد فى ضبط الأداء البرلمانى تحت القبة، وأيضا انعدام الخبرة السياسية لدى غالبية النواب.
ونواب الصوت العالى فى هذا البرلمان لا ينتمون لحزب سياسى محدد أو اتجاه سياسى، بل ينتمون إلى أكثر من حزب وتيار سياسى سواء أكان تيار الأغلبية الممثل فى دعم مصر أو تيار المعارضة لكتلة ٢٥/٣٠ وحق الشعب، وأيضا المستقلون وبعضهم من النواب السابقين وأغلبهم من النواب الجدد، ولا ينتمى لنواب الصوت العالى أى نائبة من نائبات المجلس التسعين بل كلهم من النواب الرجال.
قائمة نواب الصوت العالى تحت قبة مجلس النواب، والتى تضم نحو ٣٨ نائبا ينقسمون لفريقين، الأول: مجموعة من النواب أصحاب حق ويستخدمون الصوت العالى لانتزاع حقوقهم البرلمانية واللائحية، وخاصة طلب الكلمة والحديث فى المجلس، وفريق آخر يستخدم الصوت العالى لإثبات حضوره ووجوده ليس إلا وليس له أى حق فى ذلك.
وتشمل القائمة عددا من النواب منهم سامح السايح ومحمد الكيرانى ورائف تمراز وخالد عبدالعزيز شعبان وأحمد طنطاوى وعبدالحميد كمال ومحمد سليم ومحمد العتمانى ومحمد عقل ومحمد الحسينى ومحمد عطا سليم وفتحى الشرقاوى وصلاح عيسى وسعيد شبايك وحسام الرفاعى.
وكما يقول سعيد شبايك، نائب البساتين، إن الانفعالات البرلمانية والغضب البرلمانى ظاهرة ليست مصرية بل كل برلمانات العالم يحدث بها ذلك، خاصــة إذا حـــدثت تجـــاوزات من جانب بعض النواب أو الوزراء وهى ممارسات عارضة وليست مستمرة وترتبط بالمواقف التى تحدث أثناء المناقشات خاصة فى القضايا الساخنة داخل البرلمان.
وأضاف أن الانفعال بهدف تصحيح بعض المواقف البرلمانية أو المطالبة بشطب بعض العبارات غير اللائقة من مضبطة الجلسةـ ولكن لايهدف لتعطيل سير الجلسات أو مشاكسة رئيس المجلس كما يحدث من البعض وغالبا ما يكون الصوت العالى هو وليد اللحظة التى تشهد إحدى الوقائع البرلمانية الغربية.
ويرى النائب أمين مسعود، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، أن هذه الظاهرة كانت موجودة بشكل كبير فى الدورة البرلمانية الأولى نظرا لانعدام الخبرة البرلمانية، وأن الجميع يريد أن يتحدث والوقت لا يسمح بذلك، فالبعض يلجأ للصوت العالى بهدف لفت نظر المنصة إليه.
وقال إن نضوج الممارسة البرلمانية أدى لتراجع هذه الظاهرة نسبيا خاصة من جانب نواب الأغلبية، وتظهر فى الجانب الآخر من نواب المعارضة خاصة عندما يخسرون أى معركة برلمانية أثناء التصويت بهدف الضغط على المنصة لإعادة التصويت من جديد ولكن المنصة تتعامل معهم بحكمة وذكاء.
يشير النائب محمد الكومى، عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إلى أن بعض النواب يلجأ للصوت العالى بعد أن يستنفد كل الطرق والوسائل اللائحية والقانونية فى سبيل الحصول على حقة البرلمانى خلال الجلسات والمشاركة فى المناقشات باعتبار ذلك الفرصة الأخيرة أمامه.
وقال إن النواب جميعا تحت القبة يبحثون عن العدالة فى الحصول على حقوقهم البرلمانية ومن يستخدم الصوت العالى تكون لديه مبررات قوية فى ذلك، ومنها طرح موضوع عاجل على المجلس ويحتاج تحركا سريعا من الحكومة ولا يهدف للإساءة للمجلس أو مخالفة اللائحة وهى ظاهرة موجودة فى جميع برلمانات العالم.
شاهد أيضاً
6 اتفاقيات دولية وافق عليها مجلس النواب
واصل مجلس النواب خلال جلساته العامة على مدار أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضيين محاسبة الحكومة، …