يواجه الاستقلاليون من أبناء اليمن الجنوبي، -وخاصة في هذه الفترة الأخيرة- استغلال قبيح وممنهج لخلط الأوراق، وتلويث دماء شهداء الثورة الجنوبية، بعناصر إرهابية طبخت واستغلت الظروف الراهنة للدس بهذه العناصر في المحاظات الجنوبية، والغرض من هذا وذاك هو إجهاض (القضيةالجنوبية)، ونقل صورة غير حقيقية، للرأي العام المحلي والعربي والأقليمي والدولي..وإغراء بعض المرتزقة من مراسلي القنوات، بحفنة من الريالات، ناهيك عن القنوات الفضائية التي فقدت مصداقيتها، وهرولت بعيد عن الحيادية، وأصبحت تنقل عبر صور (الموبايل) المحمول، وهذا ما نلاحظة اليوم..من استثمار الإعلام، من قبل الأقزام وأصحاب النفوذ الغثاة اليوم، وعلى الرغم من هذا كله، فأبناء (الجنوب الاستقلاليون)، لن تثنيهم صحون الطبخ المفبركة والمغلوطة -داخل مطابخ الاستغلال في (صنعاء) اليمن-، في التحرير والاستقلال واستعادة الهوية الجنوبية المسلوبة، من قبل جحافل القبيلة اليمنية المتخلفة ..
هذا هو حال الغثاة والأقزام والجحافل المتخلفة، فعندما تعطي الأقزام أهمية زائدة عن اللزوم، سيظنون أنفسهم عمالقة كبار ، وهذا هو حال الغثاة اليوم والاستغلاليون القادمون من قصور الإمامة المتخلفة في (صنعاء)، والتي باتت تطلع لنا هنا وهناك ، ولا تعرف العملقة إلا على جثث وأشلاء الأبرياء في
اليمن الجنوبي..
والتي طالما ترسخت فيهم العادات والتقاليد الميمننة، من قتل، وسلب، ونهب، وبطش، وتنكيل، وقطع الطرقات، وهيمنة، وبسط على النفوذ، واستحواذ، واغتيالات، وسفك دماء الأبرياء من أبناء (الجنوب)، حتى وصلت إلى النخاع.
فالاستقلاليون اليوم، في الجنوب عامة، وعدن خاصة، على أحر من الجمر في استعدادهم التام، لهذا الحدث الكبير، (الذكرى العشرون لفك الإرتباط)، ذكرى ٢١ مايو، يوم إعلان فك الإرتباط من قبل الرئيس (علي سالم البيض)، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مع الجمهورية العربية اليمنية في ٢١ مايو ١٩٩٤ م.
وليس بغريب على المتابع العربي، وقد تابع إثنتا عشرة مليونية في الجنوب تطالب بإستعادة دولتهم، ولم يكن العالم العربي والإسلامي بمعزل عما يدور ويحصل وما هو حاصل حتى هذه اللحظة، في تلك الفعاليات الجنوبية السلمية، من القمع، والقتل، وإبتزاز المواطن الجنوبي، واحتلال ساحات الشباب بجميع آليات القمع والجنود المحملة بأسلحتهم الفتاكة، ناهيك عن الملاحقة التي طالت شباب الحراك الجنوبي، حتى وصل بهم الحقد الدفين إلى ملاحقة الشباب إلى داخل منازلهم واعتقالهم.
بينما لوحظ في الجانب الآخر، أي: في اليمن وجميع محافظات الشمال وخاصة في (صنعاء) تفرش لهم الساحات بالورود..
وليست مبالغة فالواقع شاهدآ على ذلك، وأنت عزيزي القارئ الكريم، لاحظ الفرق الكبير والمعادلة ، بين شباب جنوبيين استقلاليين في عدن يحمل الورد وحمام السلام بصدور عارية، وبين شباب شماليين في صنعاء يحمل الجنبية والبندقية وعلاقي (القات)،وكل مايحتاجه لتكييف العقل والجسم، من (شمة)، و (تنبل)، وغيرها..
فالأول في (عدن )يطالب بالحرية والاستقلال واستعادة، أرضه، وهويته، وإنسانيته، وتاريخه، ثم يواجه بالدبابة والمدرعة والمصفحة والرشاشة والقناصة والغاز السام ..
والثاني في (صنعاء)، لا نعرف ماهو مطلبه، تارة تكون ميدان السبعين نصيب (صالح) ويهتفون له: بالروح بالدم نفديك يا (علي)، وتارة أخرى تكون الساحة (لهادي)، ويهتفون: باسمه، وتارة أخرى تكون الساحة لحزب الإصلاح المتشدد (الإخوان المسلمون)، ويهتفون: باسم حزبهم، وبالتالي ترى هؤلاء جميعهم، يعني الذين خرجوا مع (صالح)، هم أنفسهم الذين خرجوا مع (هادي)، وكذلك مع الإخوان المسلمين، المشهد يتكرر نفسه، ومع هذا كله ترى الأليات من مصفحات ومدرعات وغيرها .. التي خرجت تقصف المواطن في (عدن) هي نفسها من تحميه هنا في صنعاء ، وكأن المسألة بين شياطين وملوك.
فأصحاب النفوذ والاستبداديون والقتلة والمجرمين والسفاحين الذين تحتضنهم البيئة (الصنعانية)، من المستحيل أن يطول استغلالهم هذا، أمدآ طويل، فلكل ظالم وقاتل وسفاح في الآخير نهاية.
فمثلما سمع الناس والعالم أجمع، صوت طبول الحرية في (الجنوب العربي) ، سيرى الناس والعالم أجمع، رقصة النصر المبين قريبآ في -ساحة العروض- خور مكسر بالعاصمة عدن.
وليس بغريب على أبناء (الجنوب)، من كل ما يحاك من مؤامرات، وخلط الأوراق، والنيل من شعب أراد الحرية والعيش الكريم.
فهذا نهج مستمد من جذور القبيلة اليمنية مذو آلاف السنين، فمهما تغيرت الأنظمة، لن يكون هناك أي تغيير لهذه القبيلة اليمنية، لأن البيئة والوراثة القبلية غلبت على الأنظمة اليمنية، وإن كان هناك تغيير في الموضوع فلن يتغير الشكل.
فالثقافة القبلية اليمنية التي ولدت وصنعت وأنتجت كل من: الطواغيت والمستبدين والقتلة والسفاحين والاستغلاليين السياسيين، والقاعدة، والأخوان المسلمين، والإرهاب، في (الجنوب العربي) يمكن أن تعيد تصنيعهم وانتاجهم، في (الجنوب العربي) مرة أخرى لأهداف سياسية، طالما لم تتغير العقلية القبلية اليمنية، والذهنيات الثقافية السائدة بهذه القبيلة، منذو قرون من الزمن في هذا المجتمع اليمني القبلي المتخلف.
فهذا هو حال أبناء الجنوب عامة، يعاني من احتلال (قبلي همجي متخلف) بكل معنى الكلمة، ورغم كل هذا وذاك، سيظل أبناء الجنوب عامة و(عدن) خاصة، استقلاليون، مطالبين بالتحرير والاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية كامل السيادة.. كما سيظل أبناء يمن القبيلة عامة و(صنعاء) خاصة، استغلاليون للظروف الراهنة وقلب الحقيقة الجنوبية.
وهكذا، اسقلاليون في عدن يقابلة استغلاليون في صنعاء.