أخبار عاجلة

الأساطير و التابوهات في السياسه المصريه

كتب _ حازم سعيد
الاسطوره الاولي: لا يجوز التعليق علي احكام القضاءهل صحيح انه لا يصح الا يعلق احد علي حكم قضائي حال صدور الحكم؟ هل صحيح ان هذا ما يحدث في الدول المتقدمه. اقرأ معنا لتعرف الاجابه.
تنتشر في مصر الان مقوله انه لا يجوز التعليق علي احكام القضاء و تشهر هذه المقوله في وجه اي إنسان يحاول ان يناقش حكم قضائي حتي ثبتت تلك المقوله في المخيله المصريه و أصبحت تابوو taboo او أسطوره لا يمكن الاقتراب منها و تم معها بالتالي تحصين فعلي، حتي و ان لم يكن قانوني، لأحكام القضاء و للقضاء و القضاه أنفسهم. كما اتسعت المقوله أيضاً فأصبحت انه لا يجوز التعليق علي قضيه امام القضاء ثم أصبحت انه لا يجوز أتحدث في امر تحقق فيه النيابه، مما أوصلنا انه لا يمكن إذن التعليق علي اي شيئ. هل هذا ما يجري في الدول المتقدمه؟ في يوليو ٢٠١٣ اصدر المحلفون في ولايه فلوريدا حكما ببراءة جورج زيمرمان الذي قتل الشاب الأسود تريفون مارتن. جدير بالذكر ان زيمرمان ابيض و المجني عليه اسود. بعد صدور الحكم مباشره خرج الرئيس أوباما للصحفيين معقبا علي الحكم قائلا: “ان تريفون كان يمكن ان يكون احد أبنائي بل كان يمكن ان يكون انا نفسي منذ ٣٥ عاما”. خرج نائب الكونجرس ستيف كنج معلقاً علي الحكم بأن زيمرمان كان لا يجب ان يحال للمحاكمة من الأساس. خرج إليوت أبرامز المدعي العام السابق لنيويورك قائلا ان “هذا الحكم بدون شك هو سقوط للعداله miscarriage of justice و ان النظام القضائي الامريكي بالرغم انه الأفضل في العالم فانه ليس كاملا بل يحدث به اخطاء” خرجت وزاره العدل الأمريكيه لتقول انها تنظر ان كان يمكنها رفع قضيه اخري ضد زيمرمان بناءا علي قوانين التمييز العنصري الفيدراليه. كما نري فالجميع علقوا علي الحكم. لا يعني هذا عدم تنفيذ الحكم فالسلطة التنفيذيه وجب عليها تنفيذ الحكم القضائي النهائي و لكن لا يعني هذا الحجر علي حق الجمهور و الشعب بل و أعضاء السلطه التنفيذيه و السلطه التشريعية في التعليق علي حكم قضائي. هناك فارق بين تنفيذ الحكم و التعليق عليه. القانون يجبر التنفيذ و لكن لا يجرم كراهيه الحكم او التعليق عليه بل هذه من الحريات المصونه. بالعكس فمن خلال التعليق علي الأحكام الفضائيه و مناقشتها يتم اكتشاف أمور جديده ربما كانت غائبه عن المحكمه و قد حدث ذلك ١٠ مرات مثلا في تاريخ المحكمه العليا في أمريكا حيث غيرت المحكمه حكمها نتيجه لتغير الظروف و العادات و الأوضاع السياسيه. كذلك توجد عده حالات تم فيها تعديل دساتير الولايات الأمريكيه للتغلب علي احكام قضائيه من المحاكم العليا في الولايات، و كل هذا بالقطع حدث بعد نقاشات و تعليقات مستفيضة عن الأحكام.
من هو الشخص الوحيد الذي لا يستطيع ان يعلق علي القضايا؟
——————-
ستذهل ان تعرف ان الشخص الوحيد الذي يمنع القانون ان يعلق علي قضيه منظوره أمامه قبل او بعد الحكم هو القاضي نفسه!
في فبراير ٢٠١٤ احيل القاضي الايطالي اليساندرو نانشيني للتحقيق بعد ان صرح للصحافه بعد حكمه ببراءة اماندا نوكس الأمريكيه انه لم يكن مرتاحا للفروق في سياسه الدفاع بين محاميي اماندا نوكس و صديقها رافاييل سوليشتو. في ولايه مونتانا الأمريكيه في سبتمبر ٢٠١٣ قام القاضي تود بو بإصدار حكم بالسجن سنتين علي متهم بالاغتصاب ثم علق للصحافه بعدها انه يود تغيير الحكم ليصبح شهرا واحدا نظرا لوجود ظروف مخففة. تدخلت المحكمه العليا للولايه و منعته من أعاده الحكم في القضيه و فرضت عليه ان ينهي إجراءاتها حتي يتاح للمتهم الاستئناف وفقا للقانون. الوحيد الذي لا يمكنه التعليق علي الأحكام القضائيه هو القاضي ذاته
تخلصوا من هذه الأساطير.

شاهد أيضاً

مصر تحتفل بذكرى أكتوبر: استثمارات كبيرة في التعليم العالي بسيناء ومدن القناة

في إطار احتفالات جمهورية مصر العربية بحلول الذكرى الـ 51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وفي ضوء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *