«أفوض أمري إلى الله».. جملة لا تفارق «لسان» والدة الطفل «آدم» (5 سنوات)، بعدما توفي نتيجة نزيف حاد عقب إجراء عملية استئصال اللوزتين بمستشفى بورفؤاد العام في محافظة بورسعيد وقالت «أمل» والدة الطفل «آدم» بمنزلها في منطقة على بن أبى طالب المنخفض بحى الزهور، والتي بدأت حديثها قائلة: «ليه دبحوه ومقالوش الحقيقة كنت لحقته وسافرت بيه بره بورسعيد».
ارتفاع التكاليف
قالت والدة آدم: «عندى عمر 8 سنوات، وآدم 5 سنوات، وكانا يعانيان من اللوز، ودائما حرارتهما مرتفعة، وقد أخطرنا الطبيب بأنه لابد من استئصال اللوزتين.. سألنا بره سعر العملية بالكامل عرفنا إنها بـ2500 للواحد يعني الولدين هيحتاجوا 5000 جنيه وإحنا معناش.. فانتظرت 8 شهور حتى يتوفر مكان بمستشفى بورفؤاد العام لإجراء العملية».
تفاصيل العملية
«مسئولو المستشفي طلبوا دخول آدم أولا لأنه أصغر سنا، وبعد ذلك عمر دخل غرفة العمليات، ونصف ساعة وعمر خرج، لكن آدم مخرجش.. وتأخر جدا ولما خرج كان بيصرخ زى ما يكون مدبوح بصوت غريب وملابسه ووشه كله دم».
وتابعت: «زوجي عندما رأى آدم بذلك الشكل، سأل الدكتور فأجاب بأن من أجري العملية طبيبة أخرى، وأن الحالة فيها بعض المشكلات وأن جميع الأطباء كانوا قلقين مما أثار شكوكهم».
وأضافت: «أنا بشتغل ممرضة وعارفة إن مفيش مريض عملية لوز بيبات في المستشفي، واتفاجئت إن الممرضين بيقولوا لينا إننا هنبات في المستشفي، وطول الليل عمر بدأ يأكل لكن آدم مش راضى ياكل من الألم».
حديث الضحية
وكشفت والدة «آدم» عن حديثها مع الطفل، قائلة: «كنت بغصب عليه ياكل معلقتين جيلي، فيقولى ماما اقتلينى ومتأكلنيش.. كان حاسس إنها نهايته.. ويوم تركنا المستشفي وكنا نحاول أن نجعل آدم يأكل وهو رافض، حتى جاءت الساعة الرابعة فجرا، كان يجلس آدم على السرير وبشكل مفاجئ، بدأ يتقيأ جراكن من الدماء الساخنة بشكل مندفع حتى وصلت الدماء إلى آخر الغرفة، ولم يستطع أن يتنفس أو يتكلم.. ذهبنا به إلى مستشفى بورسعيد العام ثم لبورفؤاد».
الوفاة
واستكملت: «منذ اليوم التالي وأعلم أن ابنى متوفى، كان في حالة تيبس وجسده منخفض الحرارة، ومنذ الساعة العاشرة والنصف صباحا وحتى العاشرة مساء وهم يعطون حقن له وأدخلوه غرفة العمليات لإجراء عملية ثم خرج الطبيب وأخطرنا بأن هناك شريانا مقطوعا لابني والأطباء لا يستيطعون إيقاف النزيف».
واستطردت: «حاولت إدارة المستشفي الكذب علينا وأخطرونا أنهم جاءوا بطبيب من الجامعة لإنقاذ ابني، وقد أخبرني أن حالة نجلي لا تسمح بالسفر خارج بورسعيد، أو التخدير، لأتأكد من ظنوني بأن نجلي لم يجر عملية داخل غرفة العمليات بدليل صعوبه تخديره، وكل ما تحاول أن تفعله إدارة المستشفي وأطباؤها إخفاء حقيقة وفاته عنا».
الصدمة
وتابعت: «الأطباء ظلوا يكذبون بأن نجلي بحالة جيدة، والجميع يرى أنه متوفى بالفعل، فكانت يداه وقدماه بيضاء وعيناه لا تتحرك، وقد أخطرنا الأطباء بعدم وجود طبيب أوعية دموية ببورسعيد لإنقاذ حالته كما أن مستشفى الجامعة بالإسماعيلية يرفض نقله له».
وأوضحت: «على الفور قمنا بمحاولة التواصل مع مستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وعلمنا أن أطباء مستشفى بورفؤاد العام لا يقولون الحقيقة لأن الطبيبة أخطرتنا أن مدير المستشفى ينتظر حالة “آدم”.. بمجرد أن بدأت إجراءات نقل نجلى، حاول مدير المستشفي تأخير الإجراءات، وبعد أن فشلت كل محاولاتهم لإخفاء الحقيقة، وعندما جاءت سيارة الإسعاف لنقل آدم للإسماعيلية اعترفوا في النهاية بوفاته.»
نبأ الوفاة
واستكملت: «بعد أن علمت نبأ وفاته طلبت من الجميع الخروج من غرفته لكي أنظفه بعد ما الأطباء “بهدلوه”، فوجدت الدماء تغطي ملامحه ومعلق له قسطرة، وكل جسده أزرق بسبب إعطائه حقنا كثيرة، والكارثة أني وجدت بداخل فمه و”زوره” لفافتين من الشاش.. قعدت أشد الشاش من زور ابني لمدة طويلة، واكتشفت إنهم ماكونوش بيعملوا عملية في غرفة العمليات له، دول كانوا بيسدوا الدم إلى بينزل منه وبيكتموه بالشاش، وقلب ابني الغلبان مستحملش، فقلبه وقف ومات».
وأضافت في نهاية حديثها: «والله العظيم لو كانت الدكتورة اللي دبحت ابني قالت إنها قطعت شريان غلط في العملية كنت هسامحها وأشكرها إنها قالت الحقيقة، وساعتها هلحق أنقذ ابني وأسافر بيه بره بورسعيد.. لو عرفوني الحقيقة ماكنتش هعمل حاجة للدكتورة، وكان جميلها في رقبتي لأنى ساعتها هلحق أنقذه ولكن حسبي الله ونعم الوكيل».