بقلم د محمد عبدالخالق
لقد تلقت أسواق العملات الرقمية صفعة أخرى قوية فى نهاية الأسبوع الماضى، بعد مكاسب جيدة دامت حوالى
شهر ونصف، الأمر الذى أدى إلى خيبة آمل بينمستثمرى سوق العملات الرقمية، فبعدما اقتربت عملة البيتكوين
من مستوى 10000 دولار فى عدة مرات من التعاملات خلال الأسابيع الماضية إلا أنها تراجعت بشكل سريع
إلى مستوى 8000 دولار، وعلى ما تبدو أنها فى منطقة حرجة حيث تتحرك بشكل أقرب إلى مستوى 7000
دولار.
ولم تكن عملة البيتكوين هى العملة الوحيدة التى تلقت الصفعة بل واجهت الكثير من العملات الرقمية الأخرى
بعض الانخفاضات، وقد يكون المسار الذى ينتظر البيتكوين متقلبًا إلى حد كبير وبعض المستثمرين يجد المتعة
والإثارة فى هذه التقلبات ولكن البعض الآخر ينظر إليها إلى أنها خيبة أمل كبيرة لأنها تشير إلى عدم استقرار
العملة بشكل كبير وأنها مضاربة إلى حد كبير.
لقد شهدت عملة البيتكوين انخفاضًا فى تحركات سريعة وغير مؤكدة بعد قفزات كبيرة الأمر الذى شجع
عملة البيتكوين على التقلب، ولكن هناك سؤال يجول فى خاطر أذهان البعض هل لا يزال مستوى 10000
دولار هدف حقيقى أمام البيتكوين؟، فى الحقيقة هو هدف على المدى الطويل فهناك الكثير من التوقعات أن
تصل عملة البيتكوين مع نهاية العام إلى مستوى 15000 دولار.
هناك الكثير من العوامل مجتمعة هى التى أثرت بالسلب على عملة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، منها
ضعف الطلب الاستثمارى وتزايد عمليات البيع نتيجة لتجدد المخاوف من الاجراءات التنظيمية فى كوريا
الجنوبية خاصة بعد قيام الشرطة المحلية والسلطات التنظيمية باقتحام بورصة “Upbit” أكبر بورصة لتداول
العملات الرقمية فى البلاد متهمة إياها باشتباه فى حدوث تزوير.
هذا إلى جانب التعليقات والتصريحات السلبية من شخصيات بارزة التى أضعفت المعنويات المتعلقة بالعملات
الرقمية، فقد وجه الملياردير “وراين بافيت” هجوما قاسيا لعملة البيتكوين واصفًا إياها[أنها سم فئران وأنها ليست
استثمار وأنها مجرد مضاربات، وأضاف أنه عندما تشترى أصول غير منتجة فإن كل ما تعتمد عليه هو
الشخص التالى الذى سيدفع لك أكثر وهذا ليس استثمار فى الحقيقة، وأكد على هذه التصريحات الرئيس التنفيذى
لشركة ميكروسوفت “بيل جيتس” وقال أنها أكبر نظرية للخداع، فيما نصح مؤسس شركة داتا للأبحاث “تراك
نيك كولاس” بعدم الاستثمار فى البيتكوين.
وقد أظهر البنك الاحتياطى الفيدرالى فى سان فرانسيسكو تقرير أشار فيه أن العقود الآجلة المقومة بعملة
البيتكوين الذى تم اطلاقها فى منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الماضى لعبت دور بارز فى تراجع أسعار
البيتكوين من أعلى مستوياته القياسية التى سجلها عند حوالى 20000 دولار، وذكر التقرير أن هذا الأمر لم
يكن وليد الصدفة بل أنه تماشى مع السلوك التجارى الذى يرافق عادة ادخال أسواق العقود الآجلة لأصل ما.
ذات الصلة بصناعة التشفير، لتنضم شركة ميكروسوفت إلى قائمة الشركات التى حظرت اعلانات العملات
الرقمية على محرك البحث الخاص بها والتى تشمل شركة فيس بوك وشركة جوجل شركة توتير