مع رفع آذان الظهر أمس قرر محمد صباح أحد أبناء قرية كفر المقدام بمحافظة الدقهلية أن يتوضأ ليؤدي الصلاة كعادته كل يوم، ولكن هذا اليوم كان الأخير وتلك الصلاة لن يصلي بعدها أبداً، كأنه استعد للرحيل وقرر أن يتوضأ من أقرب مصدر ماء له، فكانت المعدية القريبة من مسجد النادي على الكورنيش التابع للقرية، هي ملاذ له كي يلحق بالصلاة، ولكنه سقط في الماء قبل أن يصل إلى مبتغاه حيث الصلاة، ولقي مصرعه غرقا على الفور.
روايتان حول وفاة شاب الدقهلية
ونقلت عدد من الصفحات خبر الوفاة، والذي تعاطف معه مئات المواطنين الذين توجهوا له بالدعاء بالمغفرة والرحمة.
ويقول الدكتور إسلام القزاز بكلية الشريعة والقانون بالدقهلية جامعة الأزهر، وأحد أبناء قرية كفر المقدام، إن محمد صباح، كان شاباً ذو خلق عال، ومحبوب من الجميع، وكان يعتاد الصلاة في أوقاتها وفي يوم وفاته صلى الفجر حاضرا بجواره في المسجد: “يوم ما توفى مكنش حد معاه من القرية، هو كان شغال في ميت غمر في محل كبير لبيع الأدوات المنزلية وتجهيز العرايس، بقاله سنين شغال في المول ده ومفيش مرة حد اشتكى منه”.
يحكي “القزاز” عن كواليس ما حدث يوم الوفاة بأن أهل القرية فوجئوا بخبر وفاته، حيث خرج “صباح” في هذا اليوم إلى عمله الذي يبعد عن قريته بمسافة كبيرة تصل إلى 9 كيلومترات، وبعد صلاة الظهر علم أبناء القرية نبأ وفاته، ما جعلهم يشعرون بصدمة وحزن شديد: “هو متعود يروح يتوضأ من البحر القريب من الشغل بتاعه، وفي اليوم ده كالعادة راح يتوضأ فسقط في المياه، وفيه ناس بتقول أنه موقعش لوحده، وأنه حاول ينقذ صاحبه اللي كان بيتوضأ معاه في نفس المكان ووقع في المياه، فنزل ينقذه فغرق هو لكن صاحبه عاش، في الواقع محدش عارف الحقيقة فين، لكن الشئ المؤكد إنه مات وهو بيتوضأ، لكن إزاي مات محدش عارف، وناس كتير بتقول إنه اتزحلق من على الحجر اللي كان واقف عليه فوقع في المياه وغرق”.
حزن وصدمة في كفر المقدام
حالة من الحزن سادت أجواء كفر المقدام، على رحيل الشاب “صباح”، وحسب “القزاز”: “هو وحيد أبوه وأمه، معندوش غير أخت واحدة بس، وكان خاطب وبيجهز لفرحه، وكنت بشوفه دايما في المسجد ولما كان يركب معايا العربية كان يجري يحاسب ليا بسرعة، كنوع من المجاملة، ولما الخبر جه البلد كانت صدمة للكل، ومحدش مصدق لحد دلوقتي، والبلد كلها خرجت في الجنازة، والعزاء كان فيه ناس من كل مكان”.
ويضيف: “كان كويس جدا وأخلاقه عالية وعمره حتى ما شرب سجاير، والكل بيحلف بأخلاقه”.